تأثر د. جابر عصفور في شبابه بالأديب طه حسين وقد زرع ذلك في وجدانه صورة المثقف الذي لا يخشى في الحق لومة لائم.. وينهض مندفعاً كالعاصفة داعياً الى زمن جديد ملؤه العلم والجمال.
إلا انه تقمص صورة مثالية للمثقف انطوت على جوانب رومانسية مثالية جعلته يشعر بالغربة حين انتقل الى مدينة القاهرة وزاد من شعوره بالغربة في المدينة الصاخبة قدومه من مدينة صغيرة.
يقول د. جابر عصفور: كانت الصدمة والدهشة والحيرة قرينة المشاعر المتباينة التي غزّتنا بها القاهرة وأدخلتنا بها في أتون تجربتها التي جمعت الأضداد.. فأقبلنا على المباهج التي لم نكن نعرفها.. وارتبكنا بقدر ما نفرنا من الزحام الذي لم نر له مثيلا والشوارع التي تبدو بلا نهاية والمقاهي والمنتديات وتنافر الألوان والهيئات والملامح واللهجات.
كانت الصداقة واحتنا ما ظللنا في القاهرة.. أملنا في الوصول الى قلبها المختوم.. وتعرفنا على ديوان احمد عبدالمعطي حجازي (مدينة بلا قلب) وكان وقع قصائده على نفوسنا وقع الأصوات العذبة الشاجية التي تجسدت فيها هواجسنا وأحلامنا وغربتنا.
|