Thursday 19th August,200411648العددالخميس 3 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

فاتن تقول وبالفم المليان: (التعدد) مشروع ..لكنها تتعجب من أصناف هؤلاء الرجال!! فاتن تقول وبالفم المليان: (التعدد) مشروع ..لكنها تتعجب من أصناف هؤلاء الرجال!!

كثرت القضايا الاجتماعية في حياتنا وتشعبت وامتدت جذورها إلى كل مكان فأصبحنا نكتب ونتناصح فيما بيننا، فتارة تتوافق الأفكار، وتارة نلتقي بالأضداد وكل ذلك من طبيعة بني البشر فوجدنا في ساحتك المتنفس لنا ولأقلامنا ولأحلامنا ولأمنياتنا وإن كانت تلك الأماني بسيطة.
عزيزتي الجزيرة:
لقد أتيتك هذا اليوم، وأنا أبحث ومن خلال نافذتك من يسمع صدى صوتي بالعقل والمنطق الذي أنشده وتنشده كل امرأة في هذه الأرض الطيبة ما سأحكي به اليوم ليست قضيتي الشخصية، وإنما هي قضية العديد من النساء في مجتمعي الطاهر، فأردت ومن خلال منبرك أن أضع النقاط فوق الحروف وأثير قضية لطالما أقضت مضجعي، وها أنا أكتب ما يمليه علي ضميري وبعدها لا يعنيني أغضب مني البعض أم رضوا أمدحوا أم ذموا.
بداية الفطرة
قد يكون مطلب كل فتاة في حياتها الزواج بما تتوافق معه الفكر والقلب، وما كانت تلك المطالب إلا غريزة في نفسها، كما أعلم وانعكاس لما خلقه الله في شخصها، وتماما تلك المطالب تستقر في نفس الفتى، كما أرجو وتأتي من ضمن الغرائز الطبيعية الموجودة في كل جنس امرأة كانت أو رجلا، وعندما تتحقق الأحلام وإن كان قد تنازل كل واحد منهما عن بعض تلك المطالب رغبة في الاستقرار النفسي وانسياقا تحت الفطرة الموجودة في بني آدم فتغمر الفرحة القلوب وتستولي السعادة على الألباب، وتستمر حينا من الدهر فيبدأ ذلك التنين المعتوه المسمى بالروتين القاتل بالتسلل خفية إلى المنزل الهادئ فيعمل على بث جنوده في كل ركن من أركان ذلك المنزل، ومع تقدم الإعلام المرئي والمسموع يبدأ الرجل بالمقارنة ما بينه وبين تلك الشواذ من البشر وتبدأ هي كذلك بنسيان شخصها ومن حولها فتهمل كثيرا من أمور المرأة التي يجب عليها بألا تتخلى عن تلك الأمور مهما كلفها الأمر.
قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ}.
بداية: من رحمة المولى عز وجل بأن شرع التعدد في النساء إذا كان هناك ما يستوجب الزواج بأخرى من حيث الإنجاب أو عدم الاستقرار النفسي وغير ذلك من الأمور الموجودة في حياتنا اليومية، وفي هذه الآية الكريمة دليل صريح لا يمكن النقاش فيه من حيث التعدد إلى هنا قد لا يكون في مقالتي هذه ما يستدعي النقاش (ولكن عندما تنتكس الفطرة ماذا يحدث؟؟
انتكاسة الفطرة
عندما يبحث الرجل عن التعدد لابد بأن يكون هناك سبب مقنع برغبته في الزواج خوفا عليه بألا يعدل قال الرسول الكريم- صلى الله عليه و سلم-: (تنكح المرأة لأربع لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) في هذا الحديث دليل رائع من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في صفات الزوجة بأن قام باستعراض كل ما يطلبه الرجل في المرأة من حيث الجمال والحسب وغيره، ولكن في استطراد بديع، وتنبيه ذكي وأمر في غاية الأدب بقوله فاظفر بذات الدين تربت يداك، ولشقوة بعض رجالنا طلب التعدد نعم؟ ولكن في غير موضعه من حيث إن هذا الزواج طغى على المنزل، وصنع من نفسه روميو، وقام بالبحث عن جولييت المزعومة، فتسمرت عيناه على شاشات التلفاز، وراح يبحث عنها هذه؛ لا بل تلك؛ ثم انتكست فطرته من طلب التعداد لأجل التقليل من العنوسة مثلا أو البحث عن الإنجاب إلى طلب التعدد من أجل المتعة أو التجديد في نمط حياته؛ ولكن أنسي هؤلاء الرجال بأن هذه الانتكاسة سيدفع ثمنها أهله ونفسه، وما زاد الطين بلة بأن يكون الزواج بأجنبية أو عربية لا تمت لعاداتنا وتقاليدنا بصلة فقط، كان ذلك الزواج قائما على العيون الخضراء والشعر الأشقر..
أو خدع ببعض تلك الكلمات المزيفة التي يعتقد أنها استولت على عقله، وفي الحقيقة هي تستولي على جيبه؟؟ فتراه وراءها أينما ذهبت، وقد تنازل وللأسف عن بعض مطالبه كزوج وكرامته كرجل؟؟ وبعدما كان هو الآمر الناهي في منزله أصبح تابعا لانتكاسته.. وامتدت هذه الانتكاسة إلى بيته فحال منزله الثاني ليس أفضل من حال منزله الأول، فالأول بردت تلك المشاعر الموجودة في نفس الزوجة (وإن كانت في سبات قد طال أمده)، والأطفال ما بين التذبذب النفسي لا قدوة لا شخصية لا هوية في الثقة!!
وأما البيت الثاني (فحدث ولا حرج) ما بين زوجة باحثة عن المال لتذهب به إلى بلادها، وما بين دخول وخروج بلا مبالاة.. والأطفال نسوا بأنهم ينتمون إلى بلادهم وحرموا من أهم شيء في الحياة ألا وهو نزعة حب الوطن الموجودة في القلوب وبعد أقول لهذه الفئة (يداك أوكتا وفوك نفخ) وأنت الملام الأول والأخير بما حصل في حياتك!!
ما الفرق أخبروني؟؟
نعم ما هو السر في البحث عن أجنبية أو عربية في أبنائنا بالرغم من أن هؤلاء النسوة لا يتمتعن بالجمال، ونقول أخذت لأجل ذلك، ولا بالحسب، ولا بالمال ولا في بعض الأحيان بالدين!! لماذا؟ يصر البعض على وضع مقارنة (في نظري غير مشروعة)، وبالتالي تكون هذه المقارنة في صالحهن؟ لماذا؟ ننعت وفي أغلب الأحيان بالتقصير والسطحية، ويصر البعض على جانب التقدير لهن؟؟
لماذا؟؟ أرى البرود في تعاملهم مع الزوجة السعودية والتفاعل والتفاؤل معهن؟؟ لماذا؟؟ التشكيك في الذوق والأدب واللياقة لنا والانبهار بحديثهن حتى ولو كان عقيما؟؟ عجبي من أصناف الرجال ترك الأصل وذهب للفرع أحاد عن القمر وذهب لشقوته للمشتري ترك من قيل فيها..


طاهرة الأثواب فاتنة الضحى
مسبحة الآناء محرابها الخدر
فإن أنيئت فالنفس أنأى نفيسه
إذ الجسم لا يسمو لتذكيره ذكر
حصان إن التقوى استبدت بسرها
فمن صالح الأعمال يستوضح الجهر
يطأطأ ستر الصون دون حجابها
فيرفع عن مثنى نوافلها الستر

في المنتصف
ما كتبت عنهم اليوم هم شريحة من مجتمعنا، وللأسف أخذتهم الأمنية والأنانية بعيدا حيث السعادة الوقتية (إذا جاز لي التعبير) وما كان رفضي لأخواتنا العربيات قائما من باب الحسد، وإنما هو غيرة على فتيات بلدي فاسحموا لي معشر الرجال، فقد كان وما زال الأولوية لهذا الوطن المعطاء لأرضه وأهله لأن الظلم القائم عليهن أعظم من أن أستره بين جنبات قلبي، فقد صرخ قلمي فلا أملك على إسكاته أبدا وكيف وقد حلفت بأن أحفظ أمانته.
ما قبل الختام
قال المنفلوطي: (أيها القوم.. إنكم لا تستطيعون أن تكونوا رجالا عادلين في أحكامكم وآرائكم إلا إذا أصلحتم نفوسكم أولا، وتعلمتم كيف تستطيعون أن تتجردوا من أهوائكم وأغراضكم، وإن عجزتم عن أن تكونوا عادلين فكونوا راحمين فارحموا أنفسكم واعفوها من الدخول في مآزق أنتم عاجزون عنها وارحمونا فقد ضاقت صدورنا بهذه المتناقضات وسئمت نفوسنا تلك المبالغات).
مسك الختام..
لو كان رجل بحث ما في قلب
زوجته (حالها كما وصفته) لوجدتها قائلة:


وأغرس في محبتك الأماني
فأجني الموت من ثمرات غرسي
لقد جازيت غدرا عن وفائي
وبعت مودتي ظلما ببخسي
ولو أن الزمان أضاع حكمي
فديتك من مكارهه بنفسي

وقفة
تذكروا أن التعدد مشروع، ولكن مشروعيته هذه تندرج تحت قوانين وضعها المولى عز وجل فإن عمل بها البعض جاز له التعدد، وأما أسباب ذلك البرود الأسري كما أسميه فهذه موجة أخرى.. سوف أحكيها يوما ما بإذنه تعالى.
فاتن بنت مبارك الحربي
القصيم - الرس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved