Thursday 19th August,200411648العددالخميس 3 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

حول ما أصاب جازان حول ما أصاب جازان
مرثيتك يا منصور تتقطع لها نياط القلوب

تعقيباً على موضوع الكاتب الأستاذ منصور عثمان بعنوان (شهد جيزان وقصعة العسل) أقول: لقد قرأت كثيراً في هذه الجريدة العزيزة عن حجم الكوارث والسيول التي ضربت مدينتي ومسقط رأسي جازان، وهي -أي هذه الأخبار- أصبحت عادتي السنوية، أو ربما نصف السنوية التي أصبحت أنتظرها وأترقبها بشيء من الخوف والوجل حتى أستطيع أن أرى حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات في كل مرة، وهل هي أسوأ من سابقتها أم أنها تماثلها؟ وفي الحقيقة أنه وبمتابعتي لهذه المشكلة المزمنة التي أصبح إيجاد حل لها كمن يطلب الغول والعنقاء ولبن العصفور.. وجدت أن كل مرة أسوأ من سابقتها، وقد تطرقت لهذا الأمر من قبل، ولكن لا حياة لمن تنادي، فداخلني الملل وليس لنا إلا لزوم الصمت وانتظار الفرج من المولى سبحانه وتعالى.. فقد ذهبت صرخاتنا في وادٍ سحيق، وذهبت أحلامنا وآمالنا أدراج الرياح، واختفى صوتنا في صحراء غير ذي زرع.. فاللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه..
وبصراحة من أجمل ما قرأت عن هذه المأساة الأزلية ما كتبه الكاتب المبدع منصور عثمان في رثاء مدينتي جازان، وكان ذلك في عدد (الجزيرة) 11639 بتاريخ 24 جمادى الآخرة 1425هـ بعنوان (شهد جيزان وقصعة العسل).. وكانت مرثية تتقطع لها نياط القلوب، ويبكي لها الحجر الأصم، وتبكي لها العين التي لا تبكي من خشية الله.. هذه المرثية كان من المفترض أن تستفز مَن لا يستفز، وتحفز من لديه بقية من رحمة أو شفقة أو إنسانية أو لا زال يشعر بعظم المسؤولية.. لن أزيد على تلك القطعة الأدبية الرائعة إلا بتقديم الشكر والعرفان لذلك الكاتب المبدع الذي على الأقل تعاطف بقلمه مع تلك المأساة المستديمة في حين أن الكثير أغلق سمعه وبصره وقلبه وقفل عليه بابه ليستمتع بجو غرفته العليل وحياته الرغيدة دون ضجيج أو عويل ودون أن يسمع حكاية امرأة ثكلى أو طفل يتيم أو شيخ معدم، ودون أن يحاول أن تخيل ألم الفقر والجوع والعوز أو يشم رائحة الموت في كل مكان.تأملوا ماذا يقول منصور عثمان في جزء من رائعته (ما الذي فعلته جيزان لتبكي وتغرق بنيها بالدمع؟ وما الذي فعلناه من أجلك؟ فمن المتصدع إلى الضنك.. ومن المطر إلى الفقر.. شاهدنا محزنة فقط..)

عبدالرحمن عقيل حمود المساوي
/الرياض 11768/ص.ب: 155546


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved