Thursday 19th August,200411648العددالخميس 3 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

عبدالرحمن الجمهور البحر الذي نضب..!! عبدالرحمن الجمهور البحر الذي نضب..!!
أحمد بن عبدالرحمن الطويل

أي أرض تقلني.. تلك التي صرت تحت ترابها..!! وأي سماء تظلني .. تلك التي لم تعد تراها..!! وأي بحار تسحرني.. تلك التي غدرت بك أمواجها.. وأي أسفار تأسرني.. تلك التي لا تصحبني فيها.
أصحيح نبأ موتك يا أبا محمد .. أهكذا نفترق دون وداع..!؟ آه يا دنيا العجب .. آه يا بحر العرب.. طعنتني بلا سبب.
غدرت بي فيمن أحب.. فلتذهب البحار.. ولتنضب الأنهار.. أمواجها عدوّي.. شطآنها انتحار..!!
ولتختف الأشجار.. ولتسكبي يا عيني الدموع والدموع..!! بالأمس قد أطفأتها الشموع لم يعد يعجبني الربيع..!! ولم يعد يفرحني الرضيع..!! وشدوها الطيور.. والبديع.. فالكل بعد موتك سواء..!! هراء في هراء.. فمثلك لم تنجب النساء..!! بفقدك أصابني الذهول.. سعادتي تزول.. لم يعد لدي بعد فقدك فصول..!!
سوى الخريف والشتاء.. ولم تعد تشدني شطآن.. أو واحة غناء.. حياتك بكاء.. وأرضنا صحراء.. رمال في رمال .. سأترك التجوال والترحال..!! لن أصعد الجبال.. آه لو تدري.. كيف صار أمري بعدك يا زينة الرجال..!!
أهكذا تركتني وحيداً.. هلا ودعتني هلا في نعشك شيعتني أتحيا ونموت!!
أهكذا تهجرها البيوت..!!.
أراك هجرتني هجراً طويلاً
وما عودتني من قبل ذاك


عهدتك لا تطيق الصبر عني
وتعصي في ودادي من نهاك
فكيف تغيرت منك السجايا
ومن هذا الذي عني ثناك
فلا والله ما حاولت غدراً
فكل الناس يغدر ما خلاك

أم أنك اخترت الذهاب لنبقى والسعادة لنشقى..!! سنشقى بفراقك يا زُحَل..!! يا نجماً سنا.. ثم أفل.. ترى كيف هوى الجبل..؟! كيف ترجل البطل..؟!
قلوبنا لفقدك حزينة.. عيوننا لدمعها سجينة.. نفوسنا في قبرك.. أخذتها رهينة..!!.


فيا من غاب عني وهو روحي
وكيف أطيق من روحي انفكاكا
وما فارقتني طوعاً ولكن
دهاك من المنية ما دهاك
فيا قبر الحبيب وددت أني
حملت ولو على عيني ثراكا

استغفر الله.. إنه القضاء والقدر.. كلنا نموت..!! كذلك في البحر.. تختفي الدرر.. وأنت يا صديقي.. حياتك وموتك عِبَر..!! ففجأة عرفتني.. وفجأة
تركتني.. يا نسمة السحر..!!.


يا كوكباً ما كان أقصره عمره
كذاك عمر كواكب الأسحار

وهكذا الأحلام لا تدوم.. وهكذا في الفجر.. تختفي النجوم.. والموت حق .. سبيلنا المحتوم!!.
آه من اللوعة الغالبة.. آه من الدمعة الساكبة.. فتباً لعين بدمعها لفقدك لا تجود.. حزني عليك.. أراه مزقها القيود.. جاوزها الحدود..!!.
ولكن هل إلينا ترجعك الدموع إن مصابنا فيك كبير.. والصبر على فقدك جد عسير.. لكنها نوائب الدهر.. لا تدفع إلا بعزائم الصبر.. فلا تلمني يا أبا محمد فإن في النفس مكاناً لا يتربع فيه إلا مقامك الغالي.. ولا يتمدد فيه إلا طيفك الحاني..!! وكيف أُلام فيك وقد رأيت من هو أحرى مني بالجلد.. يغتاله الكمد..!! وعينه الحمراء.. أصابها الرمد!! وعند قبرك يصيح .. كأنه جريح.. آه يا أبا محمد..!! ما بال دمع العين رقراق.. والنفس إلى كل ما يذكرني بك تشتاق..!!.


لو كان فيض الدمع ينفع باكياً
لعلمت غزير الدمع كيف يسيل

فقيدنا الغالي .. عزائي الوحيد، أنني عرفتك على الحق.. واجتمعنا على الحق.. وافترقنا عليه..!!.
لقد تعلمت منك الكثير.. والكثير.. تعلمت منك حب الدين.. وحب الوطن.. وحب الناس.. هذا تهديه هدية.. وهذا تبتسم في وجهه.. وذاك تنصحه.. وآخر تعاتبه.
تعلمت منك كيف أن الحياة فيها جدّ.. وفيها هزل.. علمتني أن أصحاب العزائم القوية.. و(الرجولات الضخمة) هم الذين يصنعون الحياة.. ويكتبون التاريخ .. علمتني .. علمتني .. علمتني بحياتك كيف أحب.. وعلمتني بمماتك كيف أحزن.أما وقد فقدتك إلى الأبد.. فلا أملك إلا أن أقول حسبنا الله ونعم الوكيل.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
وإن نضب بحر عطائك فإن بحر آثارك لن ينضب
من لي بإنسان إذا إغضبته كان الحلم ردّ جوابه
جمعني الله وإياك.. ومن نحب في جنات النعيم..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved