يطول الحديث عن النقص الشديد في إشغال الوظائف الخاصة بالقطاع الصحي من قِبَل سعوديين. ورغم هذا النقص الذي نتحدث عنه في مجالات الصحة عموماً طرأت هناك بعض المصطلحات التي بدأت في طريقها إلى غزو عالم الوظائف الصحية في ديوان الخدمة المدنية، بعد أن أضفت بظلالها على العديد من الوظائف الأخرى، فنتعرف على أكثر هذه المصطلحات شهرة وبريقاً!!
(المنافسة الوظيفية): جملة مفيدة، تخنق كل مَن يمر بجانب مبنى ديوان الخدمة المدنية، ومن الأمور البدهية التي لا تحتاج إلى تفسير مطلقاً أن كلمة منافسة تعني أن أعداد المتقدمين يفوق أعداد الوظائف المطروحة، فالبعض سوف يلحق بركاب الموظفين، والبعض الآخر يلحق بركاب العاطلين (ويروح) يجلس في البيت حتى يأتيه الدور كما هو حاصل مع أحد التخصصات بكلية العلوم الطبية التطبيقية، وذلك يعود بسبب مصطلح آخر، هو عدم توفر (شاغر وظيفي) الذي لا يقل في تأثيره عن الأول. والعجيب في الأمر أن التصاريح تطلق عنانها بالحاجة والضرورة إلى شباب سعودي في مختلف فروع الطب وعلومه لحل أزمة النقص التي تعاني منها المستشفيات والمرافق الصحية، فكيف لمثل هذه المصطلحات أن ترى النور وتشق طريقها نحو الوظائف الصحية عبر بوابة أحد التخصصات ونحن في طريق إعداد كوادر بشرية وطنية لتتحمل على عاتقها مسؤوليات الصحة في المستقبل القريب، علماً بأن التوجه العام لزيادة أعداد الكليات والمعاهد الصحية في المملكة يتطلب وقفة لدراسة ما إذا كان الجيل الجديد سوف يعاصر هذه المصطلحات أم لا، لكي لا تخرج أجيال تصنع بنفسها لافتات خشبية لتسهل مهمة الديوان وتزرعها عند أبواب الوزارة؛ منعاً للإحراج (لا يوجد شاغر وظيفي).
|