يا رحيل
مهما عنه بك انتحت شواطئ الحرمان...
ومهما حالت بينك وبينه المسافات...
ومهما انقطعت عنه وسائل الاتصال... وتقطعت به عنك سبل التواصل...
فهو يلقاك في كل حين دنيوي يعبر زمانه ويغادر مكانه...
يلقاك في عيون الحيارى.. ويتلقاك في مآقي الراحلين...
بل ويشمك يا رحيل في كل جفاف زهور الدنيا.. وفي ذبول كافة ورود الآفاق...
وفي سدول جميع أحزان الفقد وسخونة الدمع في الأحداق...
إنه يراك رمزاً لم يندرس رغم حقيقة اندراسه...
رمزاً وإن اندرس المادي منه فمحال أن ينقرض المعنوي منه...
رمزاً لن يترجل من قلبه مهما ضعضعته آهات الرثاء... ومهما طمرته آلام الفراق...
ومهما أحرقته حرقة الحنين وحرائق الأشواق...
رمز مهما طاله الصدأ... فصداك تردده على أسماعه نوارس الحزن وتتراقص به فراشات الشوق أمام عينيه...
فقري... قريرة العين.. يا رحيل... إنه دائماً معك كما أنك دوماً لم تفارقيه...
|