* واشنطن - برلين - رويترز:
اعترفت ألمانيا بخسائر جمة يلحقها انسحاب القوات الأمريكية منها مشيرة إلى أن ثلاثة من ولاياتها ستكون من اكثر المتضررين ومع ذلك قالت إن لا محيص من القرار الامريكي، ومن جانبه رفض وزير الدفاع الأمريكي انتقاد القرار قائلاً إن بلاده غير عازمة على التخلي عن حلفائها لإقامة قلعة أمريكا..
وقال دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي بعد يوم من إعلان الرئيس الامريكي جورج بوش عن إعادة ما يتراوح بين 60 ألف جندي و70 ألفاً الى الوطن خلال عشر سنوات في عملية إعادة تنظيم لجعل الجيش أكثر قدرة على التنقل لصالح الحرب على الإرهاب (ليس فيها شيء يبدأ حتى في الاقتراب من (قلعة امريكا)). وقال رامسفيلد في جلسة للجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ الامريكي (الحرب الباردة انتهت. إننا لا نتوقع أن تهاجم دبابة سوفيتية السهول الألمانية الشمالية ومن الملائم تعديل وضع القوات) عالميا.
وهاجم أنصار جون كيري مرشح الرئاسة الديمقراطي إعلان بوش باعتباره حملة خداع ومثال على رغبة حكومته في السير منفردة في قضايا تتراوح من غزو العراق الى مشكلات البيئة.
وأجاب رامسفيلد على مخاوف عبر عنها السناتور الجمهوري جون ماكين عن ولاية اريزونا في جلسة للجنة القوات المسلحة تتعلق بقضية اخرى.
وقال ماكين وهو قبطان سابق بالبحرية وسجين حرب فيتنام لرامسفيلد إنه قلق بصفة خاصة بشأن خطط سحب 12500 جندي من 37 ألف جندي موجودين الآن في كوريا الجنوبية.
وقال ماكين (آمل ألا يكون هذا كما يزعم منتقدون تقهقر الى (قلعة امريكا)).
إلى ذلك قالت الحكومة الألمانية إن خطط الولايات المتحدة لسحب 30 الف جندي أمريكي من أوروبا هي دليل على رأب الصدع والانقسامات في اوروبا لكن بعض المناطق التي تضررت من القرار حذرت من انها تتجه نحو كارثة اقتصادية.
وقال وزير الدفاع الألماني بيتر شتروك انه آسف على الانسحاب الا ان واشنطن ليس لديها خيار آخر. وقال (هذه خسارة كبيرة لكثير من الاقاليم.... الا ان قرار الرئيس الامريكي لا محيص عنه).
لكن العلاقات الامريكية الألمانية توترت على مستوى الحكومات حين عارضت برلين الحرب الامريكية على العراق ورغم النفي المتكرر من جانب واشنطن وبرلين تردد في ألمانيا ان قرار سحب القوات الامريكية جاء نتيجة لهذا النزاع.
وقال شتروك ان الإطار الزمني وتفاصيل الانسحاب ليست واضحة الا ان ولايات بافاريا وبادن - فوتمبيرج وهسه و راينلاند بلاتيناته هي التي سوف تتضرر بشدة وستأخذ ألمانيا هذا في الاعتبار عندما تعيد تشكيل جيشها.
وطالب ادموند شتويبر رئيس وزراء ولاية بافاريا الأكثر تضررا من انسحاب القوات الأمريكية بمساعدة اتحادية. وقال اتحاد فيردي لقطاع الخدمات ان هناك 15 ألف وظيفة مدنية في القواعد عرضة للخطر وما يقدر بنحو 150 ألف وظيفة إضافية خارج القواعد ستتأثر بانسحاب القوات. وقال رؤساء بلديات وقادة بعض المجتمعات في شتى أنحاء جنوب ألمانيا إنهم ايضا يخافون من الضرر الذي سيلحق باقتصادياتهم المحلية.
جنود أمريكيون في كوريا الجنوبية التي ردت بهدوء على قرار واشنطن سحب جزء من جنودها
|