الراقدون على الرصيف حياتهم
مصلوبة في أجذع الآلامِ
يتعاركون مع الصباح بهمّةٍ
تنضو رداء اليأس والأسقام
ويسافرون مع الشقاء بغابةٍ
ضاقت جوانبها من الآنام
تُطوى على الظمأ المرير كبودهم
ويبلّها ملح الجبين الهامي
وتكلُّ من طول المقام ظهورهم
ويصيح صوت الجهد في الأقدام
وتلوح من خَلل العيون غمامةٌ
حمراء كالشفق الحزين الدامي
وعلى اليدين مع المساء خرائطٌ
تحكي صراع البؤس والآلام
تركوا لهيب الجوع فوق شفاههم
يشوي رغائبهم بغير ضرام
ومضوا يلوكون الدروبَ بهاجس
يبغي الوصول إلى كريم مرام
ينتابهم شوق إلى صبواتهم
فيردّهم للهمِّ جرحٌ دامي
قلقين لايدرون أين يقودهم
خطو تلظّى في سحيق حطام
ومسافرين على لهيب نعيمهم
ومجرعين قساوة الأيام
لايسألون الناس حين ينوبهم
ضيقٌ وما فزعوا إلى الأحلام
يسعون في كدحٍ يجر لمثله
ويضاحكون الصبر في إقدام
نهضوا على تعب وباتوا مثله
فحداؤهم نغمٌ من الأنغام
ومشوا على جمر الحياة وقولهم
(الحمد للرزّاق والعلّام
طعم الحياة يلذ في ألبابنا
إن كان ممزوجاً بعيش كرام)