مع ما قيل وسيقال عن أداء إدارة المرور سلباً أو ايجاباً وعن برامجها التوعوية ومدى فاعليتها وأثرها في عقلية ونفس قائد المركبة، إلا أن هناك أموراً لا يمكن لجهاز المرور التحكم بها والسيطرة عليها، فهي مثلاً لا تعلم أن قائد سيارة من نوع (وانيت) كان يقودها على طريق الساحل بالشعيبة بمكة المكرمة وهو نصف نائم مما سبب اصطدامه بسيارة أخرى ليلقي 14 شخصاً حتفهم وإصابة الباقين من الركاب، كل من يعمل في إدارات المرور بالمملكة يتألمون كما نتألم حينما يسمعون هذه الأخبار بل إنهم ربما أكثر انزعاجاً وأسفاً لأنهم يدركون مدى الجهود المبذولة التي لا يراعيها البعض، فالأمانة تقتضي عدم قيادة المركبة وأنت تعاني من الارهاق والتعب وقلة النوم حتى لو كنت بمفردك فكيف إذا كنت تقل أنفساً وبالجملة، وعذرك متوفر ولن يجبرك أحد على المضي في الأمر ما دمت كذلك، لكن إن كنت متهوراً أو جاهلاً وغير مقدر للعواقب فلا يمكن للمرور وان استجمع كل طاقاته ان يعلم بنواياك ويتدارك الحادث، الوعي بأهمية المسؤولية والأمانة في التعامل مع النفس والغير أمر عظيم يلزم تفهمه وعدم التهاون فيه، وإلقاء المعاذير وتحميل الغير جزءا من المسؤولية لا يعفي من تحمل التبعات.
|