في الصحف المحلية.. في القنوات الفضائية.. بالمنتديات العنكبوتية.. بالشارع.. على مستوى الرياضي العادي والمسؤول في كل هذا وذاك يدور الطرح عن الكرة السعودية، وعن أوضاعها الفنية والبطولية والنجومية (المتردية) سواء على مستوى الأندية، أو على صعيد المنتخبات، ويتناول الطرح تقسيم المنظرين إلى فئات، كل فئة لها قناعة متفردة.. هناك من يتهم الاحتراف وأنظمته.. وأخرى الإرهاق من جراء ضغط المنافسات المحلية والخارجية.. وتدور الأحاديث وتتشعب تتلاقى فترة وتختلف فترات حول هذا الموضوع، ويكثر الجدل في صواب الاطروحات وخطئها وفي كل الأحوال.. ربما يكون هذا كله غير مستند إلى ركيزة!.
لكن السؤال:
عندما فكر رجال رياضتنا الكرام.. بدعم الأندية التي تبرز مواهب كروية واعدة وذلك عن طريق المكافأة المادية.. هل هي رسالة واضحة للأندية بعدم اهتمامها للقاعدة الأساسية (النشأة)؟!
... ويتداعى سؤال إلحاقي: هل (للكسب السريع) من قبل أنديتنا خصوصاً بعد أن أتاح لها نظام الاحتراف الاستعانة باللاعب الجاهز من الأندية الأخرى دور مباشر في ذلك؟!
أجد نفسي غير قادر على الاجابة حتى لا يحبط عزيزي القارئ!!
أقول: كنت قد كتبت في مقال سابق جداً عن حاجة أنديتنا لإعادة النظر تجاه القاعدة الأساسية (النشأة) بفرقها.. والتي كان لإغفالهم عنها دور مؤثر في إعاقة مسيرة كرتنا السعودية وإنجازاتها وبطولاتها، وحتى تشريفها في شتى الميادين العالمية.. بيد أن أنديتنا بدأت ببناء فرقها بنجوم جاهزة من الأندية الأخرى عاكسة بهذا كله المفهوم الرياضي المتعارف عليه الذي يشير إلى أن البناء يبدأ من القاعدة وليس من الهرم.
وحتى لا أكون متجنياً سأستشهد بواقع بعض أنديتنا على سبيل المثال هنا فريق الهلال للناشئين ظل وإلى سنوات ليست بالبعيدة (زعيماً) لفرق مجلس التعاون الخليجي.. وكيف أصبح اليوم خصوصاً في المشاركة الأخيرة!!
ويبدو لي أن قلة الاهتمام من حيث صقل المواهب وإعدادهم للمستقبل قد أسهم في ذلك!! لذا أتمنى ألا تكون الفكرة التي يتبناها رجال رياضتنا من حيث الدعم المادي للأندية وسيلة لإعادة النظر في القاعدة الأساسية للأندية خصوصاً، وأن الغالبية العظمى من فرقنا تصرف ملايين (الدولارات) لمدربين ولاعبين أجانب من أجل الكسب الوقتي والسريع!!
فلاشات رياضية
** بقدر ما كنت أتوق وبشغف لانطلاقة بطولة الصداقة الدولية من أجل مشاركة أنديتنا - أقطاب البطولات - فوجئت بالحضور الباهت وعدم مشاركة النجوم وتواضع مستوى المواهب التي لا تنذر بمستقبل مشرف.
** أحسنت إدارة نادي الرياض صنعاً.. وهي تمنح كامل ثقتها مجدداً للمدرب الوطني وأحد أبناء مدرستها خالد القروني بقيادة الفريق تدريبياً.. لذا أتوقع أن تفتح مدرسة الوسطى أبوابها نحو المنافسة وملامسة الذهب..
** قبل مواسم خلت.. كانت النجوم الواعدة التي تزخر بها أنديتنا (آنذاك) جعلتنا نتمنى بأن تكون مشاركات منتخباتنا المتعددة تشارك بهم فقط.
** يؤكد الكثير من الرياضيين بأن نادي الشباب يعد من أفضل الفرق اكتشافاً للمواهب.. لكن ما الفائدة، وهو يقوم بتصديرها للأندية الأخرى لكي تبقيها على دكة الاحتياط!!
** النصر الوحيد بين الفرق المحلية المشاركة (بالصداقة) مشارك بعناصره الأساسية ومع ذلك خسر في أولى مبارياته مع فريق الشباب الغائب عنه أهم عناصره!! إنها مفارقة عجيبة في عالم الكرة الحديثة.
** أضحك كلما قرأت بأن أحد الأندية قرر خصما من مرتب لاعب نظير انقطاعه عن التمارين.. على الرغم من أنه لم يتسلم راتبه منذ أشهر!
** مهما كان (ولاء) اللاعب لفريقه فإن إعطاءه حقوقه المادية أمر مشروع إلا إذا كانت بعض الأندية لا تزال تطالب اللاعب (بالوفاء) وهي تبادله (الجفاء) حين اعتزاله!
** فرق القادسية والوحدة والأنصار أقام كل منها معسكراً خارجياً ترى من أجل المنافسة على البطولات أم للبحث عن البقاء في دوري الأضواء؟؟
آخر المطاف..
قالوا:
الحقيقة المحرفة باعتدال.. هي أخطر أنواع الباطل
|