هذا القرار في صالحهم وليس في صالح المواطن

حول اعتماد نظام الدوام الواحد للمراكز الصحية أقول حقاً ينالك العجب وتتكاثر حولك علامات الاستفهام وأنت تسمع عن شروع وزارة الصحة وعزمها على تطبيق نظام الدوام الواحد للمراكز الصحية بدءاً من الساعة الثامنة وحتى الرابعة والنصف!!
طبعاً القرار يخدم الكوادر الطبية والإدارية بمراكز الرعاية الصحية الأولية ويضيّق على المواطن المسكين الذي سيضطر إلى اللجوء مساءً إلى المستوصفات الأهلية التي ستجد المجال مفتوحاً لاستقبال جموع المراجعين..
عجبي من هذا القرار المجحف، ففي الوقت الذي ينتظر المواطن وقوف وزارة الصحة ودعمها للمراكز الصحية الأولية لتخدم أكبر قدرٍ ممكن من المراجعين والمواطنين نتفاجأ بهذا الخبر المحزن..
تُرى هل يترك الموظف عمله صباحاً ويذهب بأحد أولاده إلى المركز الصحي أو يترك زوجته تذهب مع سيارة أجرة؟ لماذا تهمل مصلحة المواطن وتهمّش حاجة المرضى ويضيّق على المراجعين بإحراجهم مع دوائر أعمالهم؟.
مَن المسؤول عن هذا القرار المجحف؟
إنها رسالة إلى وزير الصحة صاحب القلب الكبير بقدرته على تحقيق عنصر الانصاف وقراءة هموم الميدان الصحي وامتصاص معوقاته ننتظر إعادة النظر في هذا الموضوع ووضع حلول ملائمة بحيث لا يكون المواطن هو الضحية..
إن المراكز الصحية الحكومية تمتلئ بالمراجعين منذ بدء الدوام المسائي، فلماذا يتم قلب المعادلة وحصر الدوام صباحاً مع قلة المراجعين وصعوبة ترك أعمالهم وسحب أولادهم وزرع المشقة في طريقهم.. ولربما تمنّى أكثرهم اقتصار الدوام لتلك المراكز على فترة مسائية فهو أرحم من هذا القرار الذي يفتقد إلى الحكمة والإنصاف!!
وشكراً لعزيزتي الجزيرة على طرح هذه المشكلة ونقل نبض الشارع والاحتفاء بهموم المواطن والإنصات لأصداء صوته.
أكرر القول: عفواً .. وزارة الصحة.. لا تضيّقي على المواطن.. وتجعليه هو الذي يدفع الثمن.. ويقدم الضريبة.. يكفي أن تلك المراكز الصحية تعاني قلة الإمكانات وكثافة المراجعين مع محدودية عددها ولربّما اشتركت عدة أحياء في مركز صحي واحد مكتظ بالمراجعين.. ليأتي هذا القرار بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير..