|
انت في "عزيزتـي الجزيرة" |
كتب الأستاذ المبدع حمد بن عبدالله القاضي في جداوله العامرة عن أمر له أهميته بحكم أنه رجل باسم يعشق الفرح ويحب السعادة وهو بالتالي ينشدها للآخرين من منطلق نفسه التواقة للحب والخير والعطاء.. وهي إجازة الموظفين والموظفات الخاصة بالزواج.. وأكد أبو بدر على أهميتها من منطلق مشاركة هؤلاء المقبلين على حياة سعيدة ومنحهم هذه الهدية من قبل الدولة.. قد أوافقه الرأى ولكن ربما أنني قد أطل من نافذة أخرى قد تكون أكثر أهمية ويحتاجها الآخرون أكثر من غيرها.. وهي إجازة الوفاة.. لمن يموت لهم شخص قريب من الدرجة الأولى كالأم أو الأب أو الأخوة أو الأبناء حيث يمنح إجازة لمدة أسبوع يتلقى فيها العزاء ويستخرج نفسه من حزن مطبق.. بزعمي أن هذه الإجازة أهم بكثير من إجازة الزواج.. فالزواج أمر يرتب له قبل زمن ويمكن للموظف أن يستفيد من إجازاته السنوية أو الاضطرارية لهذا الغرض وقد يمكنه التمتع بها دون مقابل أي استثنائية.. ولكن الموت (المرير) يأتي فجأة فيخطف من بين يديك شخصاً عزيزاً جداً لا تساعدك قوتك المتهالكة على الوقوف أمام هذه الصدمة وقد تغيب عن الحياة فترة من الزمن وقد يبلغ منك الحزن مبلغاً عظيماً لتنسى معه أنك موظف وعندك مديرة (منرفزة) أو مدير منكد وبالتالي يُطوى قيدك وتكون في تعداد من أوقفهم الحزن والنظام عن مواصلة الحياة.. من منا حينما يفقد جزءًا من قلبه في أحد أحبته لا يغيب عن الوعي وينسى كل شيء إلا أنه يعاني من الفقد الذي ليس بعده فقد.. مثل هذه الأمور لا يحضّر لها الإنسان ولو عرف موعدها لهرب منها جزافاً ولكنها بأمر الله وإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ساعة ولا يستأخرون فأيهما يا أبا بدر أولى بالإجازة لحظات الفرح التي تخطط لها والإجازة خلالها تكون جزءًا من التخطيط.. أم الحزن الذي يعصر قلوبنا فجأة دون مقدمات؟!!! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [خدمة الإنترنت] [الجزيرة] |