Wednesday 18th August,2004 11647العدد الاربعاء 2 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

علماءُ الخُنفشار!؟ علماءُ الخُنفشار!؟

عبر (عزيزتي) كتب الأستاذ عبدالعزيز الدباسي مقالته في يوم السبت 28-6-1425هـ مبدياً أساه الكبير.. وألمه الذي نكأته جراح النفس، على ثلة من البشرية زعمت العلم.. وركبت خيالات المعرفة بهتاً وزورًا.. وما ذاك إلا لأنهم ناقصو النفوس.. وإلا فلماذا يضعون مكتباتهم في بيوتهم منظراً للزائرين.. وتحفة للناظرين.. على هذه الأحرف أبادر أخي أنينه.. وأكتب حروف البؤس تجاه هؤلاء فأقول..
لقد حُدِّثنا في قديم الزمان أن العلم ثلاثة أشبار.. من دخل في الشبر الأول تكبَّر.. وأيم الله إنّ أصحاب هذه القاعدة تراهم في شوارعنا.. ومجالسنا.. وفي حلنا وترحالنا.. نراهم يهرفون بما لا يعرفون ويخوضون في أحاديث الساعة.. ويحللون الواقع! إن رأيتهم في مجالس الأدب فهم أول المتحدثين أو في مجالس العلم الشرعي فهم أول المفتين! وفي أحاديث العامة فهم أول المنظرين، يحشرون أنوفهم في كل شيء.. وما دروا أنهم يحملون أحلام العصافير، لكن كيف لك أن تبين ذلك لهم؟! ومن العجيب في حالهم أنهم يسيئون إلى أنفسهم من حيث لا يشعرون، فتراه يحفظ أسماء كتب مع من ألفها.. ويزعم مراراً وتكراراً أنه أرعى السمع.. وأحضر الجنان فقرأ.. وجمع.. وما درى بأنه أوعى! تعرفهم بسيماهم.. وتعرفهم في لحن القول.. تشدق متكلف.. وتفيهق تضيق منه النفوس، وتنزعج لأجله الأسماع.. وسذاجة في الحديث.. وتسطح في المعلومات وما درى بأن محدثه يرمقه برحمة.. وينظر إليه بأسى! فمثل هؤلاء تجدهم راكبين في قطار المساكين.. وركب المتخلفين، والويل لك ثم الويل! إن قرأ كتاباً (واحداً) فقط! فتراه يمشي البخترى.. ويرمقك شزرا.. وهو يظن أن العلم بأسره في جنانه.. والمعرفة كلها في وجدانه، وما عليك حينها إلا أن تكبِّر على عقله أربعا، لأن دماغه أصابته الوفاة.. وهل توقظ ميتاً حين يسلبه الموت! وأنصح هذا وأمثاله بكتاب 'التعالم' لشيخنا 'بكر أبو زيد' ليرى بأنه وقع في الوحل وفي مزالق العطب!
والأدهى من هذا الصنف، صنف يدعي وصلاً بالكتب، والكتب لا تقر له بذاكا! فتراه يقر أمام زملائه بأنه يملك مكتبة في البيت فيها من الكتب أجملها.. يقول لهم بأن مكتبته بناها فأعلى، لكن القنا لم يقرع القنا.. وإنما الغبار يقرع صنوه.. فترى الكتب يعلوها غبار من مئات السنين فهي واليتم سيان كل منهما بحاجة إلى مسح رأس! ولا تظن أن التفاخر بشكله (المزري) قد ولد حديثاً بل تأكد بأن هذا الشيء من المعمرين الذين طالت عليهم السنون والأعوام! ففي عصر من العصور كان هناك عالم فذ أريب أراد كتاباً فأعياه الطلب حتى وجده في سوق المزايدة فزايد على الكتاب إلا أن هناك شخصاً آخر يزيد في القيمة.. فلم يطل العالم قيمة الكتاب وذهب إلى الرجل وقال له أولك شأوُ في هذا الكتاب؟.. فقال الرجل بكل برود كلا لكن حجم الكتاب ملائم لحجم ثلمة في مكتبتي أريد أن أسدها به ليس إلا! فانظر إلى الذين حملوا الأسفار ليس على ظهورهم وإنما في بيوتهم، ولم يعوها.. ولم يدروا ما بها.. حدثني أحدهم بأنه يعرف شخصاً لم يمسك بكتاب قط.. وأظنه إن أمسك كتاباً أصيبت يداه بالشلل.. زاره في منزله ذات مرة فوجد عنده ستمائة كتاب من عيون الكتب فسأله صاحبي أنّى لك هذا؟.. فقال هو من عند رجل ورث هذه الكتب عن أبيه.. يقول: فأثنيت على هذه الكتب وقلت له أتبيعني إياها؟.. فقال لا وكررها مراراً، قلت له فأعرنيها، قال ولك أمرك لكن بشرط أسرع بالإتيان بها كي أقرأها!! فسبحان من جعل نهمه للقراءة يثور بعدما كان عقله مجدباً وأظنه كان يدعو ربه بأن يسقي عقله القطر!
أحبتي إن كان لي من وصية فهي التي قالها الشيخ الدكتور عائض القرني (ينبغي أن يكون حولك أو في يدك كتاب دائم لأن هناك أوقاتاً تذهب هدرا، والكتاب خير ما يحفظ به الوقت ويعمر به الزمن) وأخيراً أحيي كل من عنده روح جدٍ.. وعزيمة للطلب.. وهل هناك أمتع من كتاب..
وأقول بفم ملآن لكل من جد واجتهد:


يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه
لا تعدلن به دُرّاً ولا ذهبا

والله من وراء القصد ويعلم ما تكنه الصدور
سليمان بن فهد المطلق- بريدة - ص.ب 5802

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [خدمة الإنترنت] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved