ماذا تعني لنا المناهج الدراسية!؟
المنهج الدراسي هو منبع أفكار شبابنا من حيث ما يقدم لهم من علوم دينية وعربية وعلمية ..الخ، وهو أساس التربية بعد المنزل، فكل ما تعلمه الناشئ منذ بداية مراحله الدراسية يكون أكثر رسوخاً وثباتاً في العقل، وتطبيقاً في مراحل الحياة الأخرى، وينبغي أن يكون المنهج أكثر فائدة ليس في إطار المدرسة فقط بل يجب أن تتضح فوائده في شؤون الحياة العامة، ومناهجنا - ولله الحمد- تتصف بصفات المناهج النافعة - إن شاء الله- وذلك من خلال القيام بتعليم الناشئة في مرحلة الدراسة الابتدائية في صفوفها الأولية بعض أمور الدين الأساسية والتي تمكن التلميذ من التطبيق لها في شؤون حياته كالوضوء، الصلاة.. الخ، وليس فقط في أمور الدين بل في جميع أنواع العلوم ويزداد هذا التعليم تطوراً كلما تقدم التلميذ في الصفوف الأخرى، ولكن هناك بعض الأمور في المناهج الدراسية التي تعوق من أن يستفيد التلميذ مما تعلمه، فمثلاً يوجد في مناهجنا الدراسية التكرار لبعض الموضوعات، حيث تجد أن هناك موضوعات تم تدريسها في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة، ثم يقام بتدريسها مرة أخرى في المرحلة الثانوية، وهكذا.
وكذلك فإن مناهجنا تقوم بتعليم التلاميذ موضوعات أكبر من استيعابهم مما يجعل التلميذ لا يستفيد مما تعلمه، فتجد مثلاً موضوعات يتم تدريسها في المرحلة الابتدائية تكون موضوعات كبيرة على فهم تلميذ في هذه المرحلة، وأيضاً تعتبر كثرة المناهج من الأمور التي تعوق استفادة التلاميذ، فمثلاً في الصف الأول الثانوي يوجد فيه ثماني عشرة مادة، ما بين دينية وعربية، واجتماعية، وعلمية، فلو حاولنا تلافي تلك الأمور لعدم تكرار الموضوعات، وتعليم التلاميذ موضوعات على مستوى أفكارهم العلمية، والتقليل من المواد الدراسية، إما تحذف بعضها عن الصفوف المتقدمة فتحذف مثلاً مادة القراءة في الصف الأول ثانوي ويحاول تطبيقها في النحو والأدب والإنشاء أو يدمج بعضها ببعض، فمثلاً تدمج مادتا التاريخ والجغرافيا في المرحلة الابتدائية وتسمى مادة الاجتماعيات، لأصبحت المناهج مفيدة للتلاميذ أكثر مما كان.
|