Wednesday 18th August,2004 11647العدد الاربعاء 2 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الوجه الغائب للعالم المتحضر الوجه الغائب للعالم المتحضر
عبد الله سليمان الطليان - الخرج

بين فترة واخرى ومع وقوع الأحداث تتعالى بعض الأصوات في الغرب في محاولة للإساءة للإسلام ووصف المسلمين بالصفات المهينة ونعتهم بأنهم أعداء للحضارة والعالم المتقدم المتحضر.
نعم هناك عالم متقدم صنع التكنولوجيا المتطورة التي أفادت العالم وأوجدت الرفاهية للإنسانية لكن هذا العالم المتقدم انهار على مستوى الأخلاق والقيم وغرق في الانحلال الذي يرفضه الإسلام ويمقته بل يحاربه، ولعل أبرز مظاهر هذا الانحلال هي تلك الإباحية الجنسية التي وصلت إلى زنا المحارم وتكاثر عدد الأولاد غير الشرعيين بشكل مخيف وبمعدلات مرتفعة، يضاف إلى هذا زيادة عدد الشواذ جنسيا. وإذا أخذنا الإباحية كظاهرة مستفحلة ومؤثرة فإنها اليوم تعتبر الشغل الشاغل للعديد من الدول الغربية وخاصة بلجيكا، فالمسألة طرحت على مستوى البرلمان بعدما راح ناقوس الخطر يدق استشعرت بعض الدول بخطورته وأثره على المجتمع. لقد كانت هناك حرية مفرطة قضت على أسس الأسرة بل ان مفهوم الأسرة وتكوينها بدأ يضيع وذلك من خلال وجود علاقة خارج الزواج أي مرحلة تجربة ما قبل الزواج والتي تفشت بشكل صارخ في تلك المجتمعات. وإذا انتقلنا الى الشذوذ الجنسي فنلاحظ مدى الحيوانية غير العقلانية التي نزل إليها الإنسان والتي حلت بواقعهم وصارت تقنن وتوضع لصاحبها الأنظمة والقوانين التي تحمي ولم تعد هذه الممارسة الشاذة تقتصر على فئة معينة بل شملت شخصيات برلمانية وحزبية وتعد الامر الى قلب طبيعة الله في خلقه وذلك بالسماح بالزواج المثلي الذي راح يناقش على المستوى البرلماني.. فأي حرية هذه التي توصل الى هذا الانحطاط الأخلاقي.
ولعل من آخر تلك الأصوات التي وجهت نقدا الى المسلمين هي الممثلة الفرنسية برجيبت باردو والتي كانت سابقاً تصف المسلمين بالقسوة وذلك بسبب عملية ذبح الخراف التي ترى فيها عدم الرحمة والرأفة ولا ادري اين هي من الشعب الفلسطيني. ولقد عادت هذه الممثلة مرة اخرى وألفت كتابا وضعت فيه كل انواع العنصرية ضد المسلمين منتقدة اشكالهم وطريقة حياتهم وشعائرهم ووصفتهم بالخطر على المجتمع الفرنسي ومرة اخرى اين هي من اليهود الارثذوكوس وأشكالهم وذقونهم وكذلك اين هي من طائفة (الفرنسيسكان) الذين يمشون حفاة ولا اعتقد انها يمكن تتفوه بكلمة واحدة ضد اليهود لأنها تعرف عواقب ذلك فلقد اصبح المسلمون في نظرها هم اعداء للعالم المتحضر, فلماذا المسلمون هم العدو الحقيقي للحضارة رغم انهم في السابق صنعوا حضارة مازالت آثارها باقية.. ان الاسلام منذ بزوغه وظهوره على هذه الأرض يسعى الى ايجاد انسان صالح يسير وفق ما شرع الله وليس وفق تشريع البشر التي نبذ الدين والقيم فأوصلت هذا العالم المتحضر الى الضياع الروحي وأصبح الإنسان فيه لا يعرف سوى الغرق في الملذات والشهوات باسم الحرية.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [خدمة الإنترنت] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved