حمدُ النِّعَم..
سلمان عبدالله القباع - الرياض

قال تعالى في كتابه الكريم:{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ}.. الآية. ما أعظمها من آية أنزلها الله على خليله محمد عليه الصلاة والسلام لتعم وتسير على امته وفي جعبتها معانٍ كثيرة!
النِّعَم هبة من رب العالمين للإنسان الفقير إلى ربه لينعم بها في الدنيا ونذكر منها:
1 - نعمة الإسلام:
نعم، نعمة الإسلام هذه النعمة التي لا تساويها أي نعمة - على الإطلاق لا بالحاضر ولا من قبل - انعم الله بها على عباده منذ خلق الله أبانا آدم عليه السلام ومرورا بالأنبياء حتى نهاية المطاف على النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي اقر تعاليم الإسلام ووضع الشروط والأحكام. قال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} فنعمة الإسلام نعمة لو تمعّن بها الإنسان المؤمن وجلس مع نفسه لدقائق معدودة وتذكر يوم البعث وتذكر الذي خرج عن الملة، والحساب الذي سوف يحاسب به.. (أسأل الله العافية) تجده يحمد الله ويشكره ليلاً ونهاراً على نعمة فطرة الإسلام.
فالإسلام رد للمظلوم حقه وجازى الظالم بعمله، وأعطى الفقير نصيبه واعطى للطفل رحمة وللشيخ (كبير السن) حقاً أيضاً!!! والإسلام أسّس أركان أساسية لعقيدة الإسلام وعلى رأسها: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
وحتى لو اجتمعت القوانين الموجودة في العالم على بكرة أبيها لن ولن توازي أو تجاري أسس وقواعد العقيدة الإسلامية!
2 - نعمة وجود الوالدين والبر بهما:
فالوالدان البر بهما عظيم ويكفي أن الله تعالى انزل في محكم تنزيله:{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} فالعمل على بر الوالدين ليس بكثير فالأب قام بتربيتك وأسّسك على الصلاح وسعى بعد الله لرزقك من أجلك فيجب أن توفيه حقه وهذا ليس بكثير لأجله. فالرسول عليه الصلاة السلام منع أحد الصحابة من مرافقته للجهاد بحجة وجود والدين بحوزته (فبهما فجاهد)!!
والأم التي شقيت وتعبت عند المخاض وسهرت على مرضك يجب القيام بالعطف عليها والنظر إلى احتياجاتها وتوجيه الكلمة الحنونة لها وتوفير متطلباتها. ولنذكر الحديث المتواتر: جاء أحد الصحابة إلى الرسول عليه السلام فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ فقال عليه السلام: أمك. ثم قال مَنْ؟ قال أمك. ثم قال مَنْ؟ قال أمك. ثم قال مَنْ؟ قال أبيك!! فكررها الرسول عليه السلام لعظمة ومكانة الأم والعطف لها. فلا تعلم لعل الخير والرزق الذي بين يديك يكون من أسبابه بعد الله البرُّ بالوالدين.
3 - نعمة الصحة (العافية):
إذا وجدت فلا اعتقد أن يتمنى الإنسان (العاقل) غيرها. أن يكون الإنسان خالياً من الأمراض المستعصية فتلك نعمة عظيمة. فعند زيارتك لاحد الأقارب أو الأصدقاء في المستشفى تجد المستشفى مليئاً بالغرف المكتظة التي يقطنها أشخاص يعانون من أمراض متفاوتة! منهم من يقيم لمدة أسبوع ومنهم من تطول إقامته عدة أشهر! قال عليه السلام (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) فالصحة تاج على رؤوس الأصحاء!
فهذه عزيزي القارىء نقاط ثلاث تعتبر من أهم النعم التي يجب على الإنسان أن يحافظ عليها ويشكر الله لدوامها.