* موسكو-سعيد طانيوس:
عاد النشاط ليدب في صالات السينما الروسية، واستأنف الشباب الروس ارتياد صالات السينما التي تم تجديدها بعدما تحولت الى مخازن لبيع المفروشات والادوات المنزلية بعيد انهيار الاتحاد السوفياتي في العام 1991.
وبلغت الأموال التي حصلت عليها صالات السينما في روسيا في العام الماضي 190 مليون دولار، ويتوقع أن تصل في عام 2006 إلى نصف مليار دولار. ولكن مشاركة السينما الروسية في العروض التي تقدمها هذه الدور ضئيلة جدا وقليلة في الوقت الحالي. وظهرت في روسيا في عامي 2003 و2004 أفلام (مليونيرية) وطنية مثل فيلم (قاتل القتلة -2: ضد الإرهاب) للمخرج يغور كونتشالوفسكي الذي جمع من عرضه في دور السينما 2.68 مليون دولار، وفيلم (72 مترا) للمخرج فلاديمير خوتينينكو الذي يروي قصة غرق غواصة نووية حيث حصل على 2.54 مليون دولار. أما فيلم العصابات (فارس اسمه الموت) للمخرج كارين شاهنزاروف والذي جاء حسب مذكرات بوريس سافينكوف (ملك الإرهاب) فقد حصد حتى الآن 3ر1 مليون دولار. ومع ذلك يصعب على هذا الفيلم الذي حقق رقما قياسيا أن يدرك الأفلام الأمريكية. يكفي القول، للمقارنة، إن واردات الفيلم الأمريكي الشهير (ملك الخواتم: عودة الملك) للسينما الروسية بلغت مبلغا إجماليا قدره 14.02 مليون دولار. منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي عندما خرجت السينما الروسية من حلبة المنافسة بسبب غياب التمويل، ونقص الأفكار البناءة كانت صالات البلاد السينمائية تعرض أفلام هوليود في الوقت الذي تم فيه في عام 1997 إنتاج 12 فيلما وطنيا فقط.
صحيح أن السينما الروسية بدأت في أواخر القرن العشرين بالنهوض من جديد تدريجيا إلا أنها لم تتمكن من العودة إلى السوق المحلية بقوة. ويعزي المدير العام لاتحاد شركات (موسفيلم) الروسية كارين شاهنزاروف هذه الحال إلى عدة أسباب موضوعية منها: عدم حماية السوق المحلية حيث لا توجد هناك حصص معينة لعرض الأفلام الأجنبية.
والأفلام الروسية لا تستطيع في الوقت الحاضر منافسة مثيلاتها الأمريكية خاصة وأن المشاهدين من الشباب الذين يواظبون على ارتياد دور السينما يتجهون، أصلا، إلى مشاهدة الأفلام الأمريكية. وفي الوقت ذاته تشهد روسيا توسعا وتطورا في البنى الأساسية لدور العرض. ويوجد في البلاد حاليا حوالي 350 دار سينما بـ 530 صالة.
إن سكان البلاد الناضجين الذين تجاوزت أعمارهم الـ 35 عاما نادرا ما يهتمون بأفلام هوليود في الوقت الذي لن تتمكن فيه السينما الروسية التي يحنون إليها من تغطية صالات العرض في البلاد في السنوات الثلاث أو الأربع القادمة. وفي هذه الأثناء يعمل اتحاد (موسفيلم) على تنفيذ مئات المشاريع السينمائية سنويا. كما بدأت شركات السينما الروسية الأخرى بتوسيع نشاطها أيضا.
وتم في عام 2003 إنتاج أكثر من 75 فيلما أي أكثر بسبعة أفلام من عام 2002. كما حصدت الأفلام الروسية العديد من الجوائز الدولية في السنوات الأخيرة ومنها: أفلام (العودة) للمخرج أندري زفياغينتسيف، و (منزل الحمقى) للمخرج أندري كونتشالوفسكي، و (العشيق) للمخرج فاليري تودوروفسكي، و (الحرب) للمخرج الكسي بالابانوف. كما ظهر الكثير من المخرجين الموهوبين الذين أبدعوا الكثير من الأفلام الخاصة بالشباب. فقد اهتمت الصحافة الأمريكية بفيلم (بومير) للمخرج بيوتر بوسلوف البالغ الثامنة والعشرين من عمره بينما كتبت الصحافة الأوروبية عن المخرج الشاب ذي الـ34 عاما اندري بروشكين مخرج فيلم (ألعاب الفراشات).
|