ظهرت اللائحة الانتخابية للمجالس البلدية وقد اشترطت للمتقدم للترشيح أو التصويت أن يكون مواطناً سعودياً بلغ الواحد والعشرين عاماً..وفي هذا تقدير عظيم للمرأة السعودية وإثبات لحقيقة مهمة طالما قلنا بها إننا مجتمع مرجعيته هي الدين الإسلامي وليس العادات والتقاليد أو نظرات بعض الفئات.إننا مجتمع يرتجع إلى الدين في كل مسلماته.. والمرأة فرد مؤهل وليس ناقص الأهلية ولطالما قالت المرأة السعودية الصادقة ذلك مراراً حيث لا تجد في كل تعاملاتها مع المؤسسات المجتمعية إلا كل تقدير من حيث التشريعات والقرارات.. لكن الآليات هي المعضلة الحقيقية التي تسرب الكثير من الماء إلى حيث بنيان وكيان المرأة العظيم في وطنها الذي لم يشعرها يوماً بالضيم أو القهر..
** وهذه الآليات هي التي أربكت مسيرة المرأة السعودية وجعلتها عرضة للاجتهادات الفردية.
ففي المحاكم مثلاً ليس هناك قرار أو تشريع يجعل من المرأة أدنى من الرجل فهما متساويان أمام عدالة الشريعة السمحاء.. لكن إن أردتهم مجدداً الحديث عن أحزان النساء في المحاكم رغم اعتراف معالي وزير العدل بقصور الخدمات المقدمة للمرأة وبالرغم من نية وتوجه الوزارة لإقامة محاكم للأحوال الشخصية إلا أن هذا لم يغير من واقع الحال شيئاً..
أم الأيتام التي أتولى متابعة قضيتها مع محاميها قال لي آخر مرة إنك متفائلة جداً ويبدو إنك لم تعرفي بعد مجاهل المحاكم..
كان ذلك رداً على سؤال بسيط قلته له.. ويتعلق باخفاء صك المنزل من قبل جزء من الورثة (أبناء الأب من أم ثانية) وادعائهم ضياعه طوال السنوات الأربع الماضية وعدم حضورهم لإتمام التقسيم.. وبقاء الأيتام الصغار مع أمهم يصارعون الفقر بينما الأبناء الكبار مع أمهم الثانية يعيشون ويتمتعون بمال أبيهم وورثه دون سؤال المحاكم عن ذلك..
قلت للمحامي.. أليس لدى المحاكم أرشيف يبحثون فيه عن الصك.. إذ كل الصكوك تخرج من المحاكم!
** آلية المجالس البلدية والانتخابات المزمعة لا بد أن تكون واضحة وصريحة فيما يتعلق بدور المرأة فيها والكيفية التي تتم بها الترشيحات والتصويت في عملية الانتخاب ولا بد أيضاً مراعاة نقطة مهمة وهي مساس المرأة المباشر بالمجالس البلدية..
فالمرأة أكثر احساساً بقيمة الأسرة وهي أيضاً ذات الدور الأكبر والمتماس مع الخدمات المقدمة للأسرة..
لذا فالنظافة والبيئة واكتمال الخدمات في الحي والعلاقات الاجتماعية والجوانب الصحية والاقتصادية في الأحياء هي ذات مساس أكبر بالمرأة..
ولو قدر لأمانات المدن وبلديات المناطق والأحياء أن تجري مسحاً للفئة الأكثر تعاملاً مع البلديات ومكاتب استقبال الشكاوى فيها لظهر غلبة النساء على الرجال.. حيث تتولى المرأة متابعة الشؤون الدقيقة ذات المساس بأسرتها والخدمات المقدمة لها..
** كان وطني على قدر (هقواتي) به دائماً..
وليس لي عذر إلا ان أهبه كل حبي واعتزازي.. وكل حرائق الحب الجميل التي تندلع في قلبي..وكل زرقة الماء ولون السماء.. أمررها على خريطته الجميلة.. ذلك الوطن الذي لم ينظرني يوماً ولم يضعني يوماً في مقام أدنى مما كنت أحلم به..
** تبادلنا التهنئة والتبريكات كنساء باللائحة الانتخابية التي لم تختص بالذكور فقط بل شملت كل مواطن.. وفي هذا تقدير عظيم احسسنا إنه يحتوينا بكل دفئه.. ونتوق لمزيد من الخطوات التي تؤكد اننا بلد مشرق بإسلامه النقي.. يهب المرأة حقوقها.. فهي كائن مؤهل للقرار والاختيار.. إذ خلقها الله كائناً مسؤولاً يعمل في دنياه ويحاسب في آخرته على عمله إما في جنة أو نار تبعاً لاختباراته وعباداته.. هل بعد هذه المسؤولية المنفردة شك في قدرتها على الاشتغال بهموم دنياها البحتة..
إننا بانتظار الآليات التي تساند شروط اللائحة وتدعمها لصالح المرأة والوطن دائماً.
ص.ب 114671 الرياض 84338
|