* موسكو - سعيد طانيوس:
تصدرت مواضيع العراق وأفغانستان و(الاصلاح) في الشرق الأوسط لائحة الاولويات في قمة حلف شمال الأطلسي التي انعقدت امس في اسطنبول لا لأنها عقدت في الشبر الأخير من الأراضي الأوروبية المطل على الشطر الآسيوي من المدينة على الطرف الآخر للمضيق, بل لان (رياح) الشرق تعصف باتجاه الشمال الاطلسي الذي لم يبد مضعضعاً كما بدا في قمته الاخيرة.
وتبين الدراسة الوثائق السياسية الصادرة عن قمة اسطنبول أن ستة قرارات من القرارات العشرة التي تم اقرارها تخص بشكل مباشر أو غير مباشر المشرق او بمعنى آخر (العالم الاسلامي).
وقد تحولت القمة التي خطط لها لتكون بمثابة عيد للحلف الذي توسع الى حد 26 عضواً الى ما يشبه وصول هذا الحلف العسكري الى خط الفصل بين الغرب والشرق مع وقفة تأمل لهذه المناسبة.
وكان ذلك بطبيعة الحال مفاجأة لمن يعتبر الناتو منظمة داخل أوروبا كانت دائرة مسؤولياتها لا تتعدى حدود القارة حتى الآونة الأخيرة. لكن حتمية الوضع القائم تصبح جلية إذا ما نظرنا الى القرارات التي اتخذتها القمة.
فهي تمس بالفعل بشكل مباشر أو غير مباشر الأمن الأوروبي. لقد أقرت القمة زيادة قوات الأمن الدولية لأفغانستان.
وأعلن الحلف أنه سيساعد الحكومة العراقية المؤقتة التي تسلمت السلطة لتوها في اعداد قوات الأمن. وبالمناسبة كان تسليم الاميركيين لهذه السلطة قبل الموعد المقرر بيومين بمثابة (هدية) لقادة الحلف المجتمعين في اسطنبول وان كانت هدية تثير حداً لا ينتهي من الشكوك.
وينبثق السؤال: هل توجد بالنسبة الى الناتو قضايا في أوروبا نفسها أهم من تلك التي ناقشها وقرر فيها؟ كلا بالطبع.
وعلاوة على ذلك لا غرو بأن القضايا الأوروبية الصرف بالنسبة الى الناتو قليلة على العموم إذا أسقطنا من الحساب المشاكل (ذات النبرة الشرقية) التي تندرج فيها أيضاً مسائل البوسنة أو كوسوفو. أما كل ما يتعلق بالمناطق الأخرى فإنه هام بالفعل.
وعلى سبيل المثال المخططات الجديدة الخاصة بتعزيز الأمن في شرقي البحر الأبيض المتوسط أو صدى (المبادرة الشرق أوسطية) للرئيس الأمريكي بوش والتي ترددت في القمة في صيغة (مبادرة اسطنبول للتعاون). وثمة تساؤلات تثور عن ماهية المساعدة أو ما هو شكل صلات الشراكة المطلوب للأطلسيين في بلوغ أهدافهم (الشرقية) الجديدة؟؟؟ لا سيما في وقت توحي فيه كل المجريات باحتمال ظهور وجه جديد للناتو لم يكن مألوفاً له من قبل.
|