في مثل هذا اليوم من عام 1962 حاول بيتر فيتشر الشاب الألماني الشرقي والبالغ من العمر ثمانية عشر عاماً الهرب من ألمانيا الشرقية إلى ألمانيا الغربية من خلال تخطي حائط برلين الذي كان يفصل بين الألمانيتين ولكن تمكن الحراس الألمان الشرقيون من اكتشاف أمره حيث أطلقوا النار عليه وأردوه قتيلا.
وحائط برلين تم بناؤه عام 1961 وتم الحفاظ عليه بواسطة جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة التي كانت تعرف باسم ألمانيا الشرقية حتى عام 1989 حينما سقط حائط برلين وتم توحيد الألمانيتين.
وكان حائط برلين رمزاً شهيراً للحرب الباردة والصراع الذي نشب بعد عام 1945 بين اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية وحلفائه، بما فيهم ألمانيا الشرقية، من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 كانت مدينة برلين محاطة بالكامل بأراض تحتلها القوات السوفيتية.
وأصبحت هذه الأراضي تعرف رسمياً باسم ألمانيا الشرقية. وذلك عام (1949). وقد تم تقسيم برلين نفسها إلى برلين الشرقية وبرلين الغربية. وقد احتلت برلين الغربية بواسطة قوات بريطانية وفرنسية وأمريكية ودعمت من قبل جمهورية ألمانيا الاتحادية التي عرفت باسم ألمانيا الغربية.
وفي الفترة الواقعة بين عام 1949، حينما تم تأسيس ألمانيا الشرقية، ومنتصف عام 1991 فر حوالي 2.7 مليون شخص إلى ألمانيا الغربية وقد فر ما يزيد عن نصف هذا العدد من خلال حائط برلين. ومقارنة بالبلدان الأخرى في أوروبا الشرقية، كانت ألمانيا الشرقية أكثر الدول الشيوعية إنتاجاً فيما بين عامي 1949و1961. ومع ذلك، قام ألمان الشرقية بمنع وسائل إعلام ألمانيا الغربية من الوصول إلى ألمانيا الشرقية من الوصول إليهم حيث إنهم كانوا يعلمون أن مستوى المعيشة لديهم أقل من مثيله في ألمانيا الغربية.
وقد غادر الكثير من الألمان الشرقية إلى ألمانيا الغربية أملاً في العثور على فرص اقتصادية أفضل في الغرب.
وفي عام 1961 قررت حكومة ألمانيا الشرقية وقف عمليات الهروب إلى الغرب والذي كان يؤدي إلى تبديد القوة العاملة وأشياء أخرى. وخلال مساء 13 أغسطس 1961 قام جنود ألمانيا الشرقية وأعضاء من الميلشيات بإحاطة برلين بتحصينات مؤقتة سرعان ما تم استبدالها بحائط أسمنت يبلغ ارتفاعه 4 أمتار وطوله 166سم تقع 28 كم منها على جانب المدينة. وكانت المنتجات الوحيدة في الحائط عبارة عن نقطتين للعبور كثيفة الحراسة. وعلى الرغم من أن ألمانيا الشرقية قد أعلنت أن الهدف من السور هو منع العدوان العسكري والتدخل السياسي من ألمانيا الغربية، فقد قامت بوضع الشراك والعوائق على الجانب الشرقي من الحائط مما يوحي بأن الهدف منه هو منع المواطنين من الفرار إلى ألمانيا الغربية.
|