في مثل هذا اليوم من عام 1967 أعلن بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل محمد علي كلاي زواجه من فتاة مسلمة وعزمه على الجهاد لنصرة الإسلام. كان محمد علي كلاي أفضل ملاكمي عصره، بل إن النقاد الرياضيين لقبوه بأفضل ملاكمي القرن، فلم يعرف تاريخ الملاكمة ملاكماً أسرع منه، وكان يتراقص على الحلبة برشاقة ثم ينقض على خصمه ويلدغه بلكمة لا يملك منها هرباً أو فكاكاً.
لكنه حين أسلم نبذ هذا اللقب، إذ لم يعد ميالاً للتعالي، وصار بسيطاً بساطة الروح الإسلامية. إنه الملاكم العالمي (كاسيوس مارسلوس كلاي)، الذي عرفه العالم فيما بعد باسم: محمد علي كلاي. ويتحدث عن رحلته إلى الإسلام فيقول: ولدت في (كونتر) بالولايات المتحدة الأمريكية، تلك المنطقة التي اشتهرت بالدجاج المطهي بطريقة فريدة ما تزال تحمل اسمها، واشتهرت أيضاً بأبشع ألوان التفرقة العنصرية. كان طبيعياً أن أعاني منذ الطفولة من التفرقة العنصرية بسبب لوني الأسمر، ولعل تلك المعاناة كانت حافزاً لتعلم الملاكمة، لكي أتمكن من الرد على من يسيء إليَّ من أقراني البيض، ولأني أملك قواماً رياضياً وعضلات مفتولة، فقد وجدت الطريق نحو هذه الرياضة ممهداً. ولم أكد أبلغ العشرين من عمري حتى تمكنت من تحقيق بطولة الوزن الثقيل في الدورة الأوليمبية ولم تمضِ سنوات قليلة حتى تمكنت من انتزاع بطولة العالم للمحترفين من شرير الحلبة (سوني ليستون) في واحدة من أقصر مباريات الملاكمة، إذ لم تستغرق سوى ثوانٍ معدودة، توجت بعدها بطلاً للعالم. وبين ضجيج هتافات المعجبين، وبريق فلاشات آلات التصوير، وقفت لأعلن أمام ملايين الشهود الذين تحلقوا حول الحلبة وأمام أجهزة التلفاز إسلامي، مردداً: (أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله)، وغيرت اسمي إلى (محمد علي)، لأبدأ - وسط دهشة المشاهدين معركة أخرى مع الباطل، الذي أزعجه أن أعلن إسلامي بهذه السهولة والبساطة.
إن اتجاهي نحو الإسلام كان أمراً طبيعياً يتفق مع الفطرة، فطرة الله التي فطر الناس عليها، وقد استغرق رجوعي إلى فطرة الحق سنوات من التفكير الممعن، كانت بدايته عام 1960 حين اصطحبني صديق مسلم إلى المسجد لأسمع شرحاً عن الإسلام، إذ أحسست وأنا أنصت للشيخ بنداء الحقيقة ينبعث في داخلي حانياً قولاً، وصاح صائح في أعماقي يدعوني إلى تلمس الحقيقة، حقيقة الله والدين والخلق. وهو الآن رب أسرة مسلمة، وقد حرص أن يسمي أبناءه وبناته بأسماء إسلامية أصيلة، فلديه: محمد ومريم ورشيدة وخليلة وجميلة وهناء وليلى، وهم يتلقون تعليماً إسلامياً ويذهبون للمساجد باستمرار حتى يكونوا على صلة دائمة بربهم ثم بأبناء جلدتهم من المسلمين.
|