* كتب - الحميدي الحربي:
هي رسالة خاصة في ظاهرها لكنها تحوى الكثير مما يهم القارئ أو بالاصح يهمنا ان يطلع القارئ عليه لأنها تحدثت عن ماضي صفحات الجزيرة الشعبية وتأثيرها في ساحة الأدب الشعبي التأثير الايجابي وكذلك تحدث الشاعر الاستاذ عبدالله السميح عن زمن يعتبر الزمن المميز لصحافة الادب الشعبي بل لساحته عامة.
اترككم مع رسالة السميح وأعدكم بمحاولة الرد عليها في عدد قادم بإذن الله.
أخي الكريم الاستاذ: الحميدي الحربي..
في زمن الجحود والتنكر وسوداوية المشهد في الساحة الشعبية لم تزل صفحات تراث الجزيرة تفتح نوافذ الضوء وتذود عن حمى الشعر الذي انتهكت حرمته قوافل الادعياء وزمر الهلاميين.
وأنت يا صديقي: تقف متشحاً بالبياض ومتسماً بالوفاء الذي عهدته فيك وفائك للشعر والشعراء وفائك لعبدالله السميح تحديداً وأنت تلوح له في غربته بباقات المودة والصداقة والأمل.
اتذكر يا صديق الشعر والحرف الراقي انني ذات زمان بعيد حزمت حقائبي وحملت الوطن وأمضيت ثلاث سنوات للدراسة وان معظم الأصدقاء والزملاء انطفأوا حين اقلعت الطائرة لكنك بقيت مضيئاً لم تتنكر لأرومة الشعر واواصر القصيد وقد رسخ قيمة وفائك اننا ربما اختلفنا في الرأي فجعلت من ذلك الاختلاف منطلقاً لتدعيم المودة، على حين ان غيرك يتشدق بمفهوم الحوار فإذا اختلفت معه اضمرها، وهذا الامر هو من الاسباب التي جعلتني اغادر الساحة لأن الكل يريد منك ان تمتدحه وتنوه بفضل قصائده وان كان يمارس الهذيان ولا يفقه من الشعر معناه.
اعترف ابا حمد بأنني قد أكون حاداً في بعض طروحاتي ذلك انني اضيق بتطاول الأقزام وامقت دعاوى المتشاعرين الذين اترعوا الساحة بهرائهم ولكنني على اية حال لا اجعل من النقد ولا من الاختلاف سبباً للضغينة ومبعثاً للنزعات الجاهلية التي يقترفها معظم من تعج بهم هذه الساحة البائسة.
أعود اليك يا صديقي:
لقد كنت حاضراً رغم هموم الحياة وخذ المثال الذي ربما يبلور مفهوم توارد الخواطر:
كنت قبل عشرة أيام في (لندن) في رحلة عمل وقابلت الزميل الاعلامي ناصر البراق الذي يدرس الماجستير هناك ودار الحديث عن الشعر واذكر انه طلب قصيدتي (الحقيقة المرة) فرويتها ورويت معارضتك لها فأخذ يردد:
كاس غدر الصاحب اللي تأمنه يا مره
لو يفوت اليوم الاسود ما يموت الطاري
|
فإذا بك تكتب عني بعد اسبوع.
اتذكر ابا حمد شقة (السليمانية) عندما امر بها في طريقي إلى عملي اتذكر ان تلك الشقة كانت مترعة بالشعر وشاهدة على ميلاد قصيدة او ميلاد شاعر اتذكر انها كانت منتدى كبار الشعراء وشداة الشعر وكان مساء الثلاثاء عرساً شعرياً تشد إليه الرحال.
في الختام أشكركم وأشكر جريدة الجزيرة على جهودها المشهودة للحفاظ على هذا التراث الشعري واثمن كل حرف كتبتموه بمداد الوفاء ولا يفوتني ان احيي الزميل الاعلامي زبن بن عمير سليل النقاء ووريث الشعراء وفي الختام أعدكم بأن في الجعبة الكثير من القصائد التي ستكون من حق المدارات على انني سبق وان هجرت الساحة الشعبية لسوء ما بها من ممارسات ولكن تبقى للجزيرة وتراث الجزيرة مكانة تجعلني أعود من خلالها ومن خلالها فقط.
عبدالله السميح /دبي
|