كتب أحد الأكاديميين التربويين في جريدة (الجزيرة) مقالاً بعنوان (تعليم الموت) في زاويته (تعليم 21)، وذكر أن المدرسة التي يدرس بها ابنه (ولم يحدّد اسم المدرسة أو الصف) أرادوا أن يذهبوا بابنه إلى مغسلة الأموات هو وباقي زملائه.. ولكنه اتصل بأبيه ورفض الأب (الأكاديمي) أن يذهب ابنه. وذكر في المقال أنهم ذهبوا قبل ذلك إلى مستشفى النقاهة.. إلخ، ويستغرب هذا الأسلوب من المدرسة وأنه أمر موجود في مختلف المدارس.. ويستنكر استخدام هذا الأسلوب؛ لأنه يجعل الطلاب يزهدون في الدنيا، خاصة أنهم أطفال - كما يقول الأكاديمي عميد الكلية - وأن الواجب أن يذهبوا بهم إلى كلية الهندسة.. إلخ.. وقد استشهد أحد الأكاديميين في صحيفة أخرى بهذا المقال.
وبحكم قربي من الحدث أودّ أن أوضح أموراً حاول الأكاديمي أن يتجاهلها، ومن أهمها ما يلي:
1- هذه أول زيارة تقوم بها المدرسة إلى مغسلة الأموات وهي ليست ضمن خطة المدرسة. وجاءت بسبب أمر طارئ وهو أن أحد الطلاب في ذات الصف كان يفحط بسيارته في مساء يوم الجمعة واصطدمت سيارته وانقلبت وتوفي زميلهم في نفس الفصل.. وكان الهدف من الزيارة تحذيرهم من التهور والسرعة والطيش فقط.
2- الأكاديمي يقول إنهم أطفال وهؤلاء في الصف الثاني الثانوي - شرعي وليس العلمي، وعمر ابنه قرابة 17 سنة.. فإذا كانوا أطفالاً فمتى يكونون رجالاً؟ وأعتقد أن المحاكم الشرعية تعتبرهم رجالاً.
3- يطالب الكاتب بأن يذهبوا بهم إلى كلية الهندسة.. إلخ.. ما فائدة الذهاب بطلاب القسم الشرعي إلى كلية الهندسة وهي لا تتواكب مع دراستهم المستقبلية؟
4- طلاب الطب يدرسون التشريح ويشاهدون الجثث فهل معنى ذلك أن هذا الأمر يجعلهم يزهدون في الدنيا.. وهذا مماثل لتغسيل الموتى.
5- جزء من المنهج تغسيل الموتى وبشكل مفصّل بأسلوب نظري ودائماً تطالبون بالعملي فما فائدة الدراسة النظرية دون العملية؟
6- الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: (تذكروا هادم اللذات)، (وكفى بالموت واعظاً).. هل مثل هذه الأحاديث ضدّ الحياة؟
7- لماذا لا يكون تعليم الموت بهدف غرس قيمة وأهمية الحياة وضرورة استثمار الوقت في كلّ مفيد وما يخدم البشرية وينفع الإنسان؟
منصور بن إبراهيم الحسين
ص. ب 66097 الرياض 11576
|