|
انت في "القوى العاملة" |
|
باشرت العمل بالديوان بتاريخ 1-1- 1400هـ على وظيفة رئيس قسم السكرتارية لكن المسؤولين هناك كلفوني بالعمل في قسم الأنظمة، ورغم أن فترة عملي فيه كانت قصيرة إلا أنني تعلمت أشياء كثيرة كنت أجهلها، وأخيراً كلفت بالعمل في إدارة أنظمة توظيف غير السعوديين واكتسبت مهارات جديدة وزملاء أساتذة، ولم أكد أمضي سنة حتى عدل وضعي وذلك بنقلي إلى وظيفة أخصائي توظيف لتتماثل مع ما أقوم به من عمل، وكان لوجود معالي الأستاذ تركي الخالد السديري في الديوان الأثر الطيب في نفوس كثير من الموظفين، وكان متواضعاً نظامياً في كل شيء لدرجة أن جعل موظفي الديوان قدوة لسواهم في الانضباط، فلا تقترب الساعة من السابعة والنصف إلا وكل موظف بمكتبه، وكان يأتي قبل ذلك وكنت أصادفه أحياناً في الطريق، فإذا رأي أي أثر على السجاد (الموكيت) وقف وازاحه، وكان يحب المشاركة في العمل مع الرئيس والمرؤوس، وكانت الآراء التي تصدر من الديوان تعتبر قواعد مستقرة يمكن القياس عليها فيما يستجد من حالات نظراً لكونها لا تصدر من الديوان بمجرد رأي مجتهد وإنما تجمع الآراء ومنها رأي الإدارة القانونية وتعرض على معاليه لأخذ التأييد، وكان موظفو الديوان هم أصبر موظفي الدولة على المثالية، ويتسابقون الى التحصيل العملي بواسطة الدورات التي يتيحها لعموم موظفي الدولة معهد الإدارة العامة، وكان معاليه في كل مناسبة يحث الموظفين على تطوير قدراتهم وتحصيلهم العملي وكان يلاطفهم ويشاركهم الرحلات التي كان يقيمها صندوق الديوان التعاوني، وذات مرة أذكر أنه أعطاني عدداً من أعداد مجلة اليمامة وقال: اقرأ المقال الذي ينتقد الديوان واللائحة التعليمية ورد عليه وأعطني الرد وفعلت، وفي اليوم الثاني وجه بأن يوجه للمواطن دعوة لزيارة الديوان للاطلاع على مراحل دراسة اللائحة التعليمية وكيف يسير عمل الديوان حتى يقتنع بنفسه أبلغ من مقاله ورد في الصحف.. وكان كل شيء في الديوان (الوزارة) يسير بخطى مدروسة، وفي عهده وصل الديوان إلى مستوى متقدم تسترشد به جميع الدول العربية لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي، وقد ترك معاليه بصمات لا تنسى في تاريخ هذا الصرح الخدمي. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [خدمة الإنترنت] [الجزيرة] |