Tuesday 17th August,2004 11646العدد الثلاثاء 1 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "القوى العاملة"

مذكرات متقاعد (17-20) مذكرات متقاعد (17-20)
إبراهيم بن عبدالله الشريف

باشرت العمل بالديوان بتاريخ 1-1- 1400هـ على وظيفة رئيس قسم السكرتارية لكن المسؤولين هناك كلفوني بالعمل في قسم الأنظمة، ورغم أن فترة عملي فيه كانت قصيرة إلا أنني تعلمت أشياء كثيرة كنت أجهلها، وأخيراً كلفت بالعمل في إدارة أنظمة توظيف غير السعوديين واكتسبت مهارات جديدة وزملاء أساتذة، ولم أكد أمضي سنة حتى عدل وضعي وذلك بنقلي إلى وظيفة أخصائي توظيف لتتماثل مع ما أقوم به من عمل، وكان لوجود معالي الأستاذ تركي الخالد السديري في الديوان الأثر الطيب في نفوس كثير من الموظفين، وكان متواضعاً نظامياً في كل شيء لدرجة أن جعل موظفي الديوان قدوة لسواهم في الانضباط، فلا تقترب الساعة من السابعة والنصف إلا وكل موظف بمكتبه، وكان يأتي قبل ذلك وكنت أصادفه أحياناً في الطريق، فإذا رأي أي أثر على السجاد (الموكيت) وقف وازاحه، وكان يحب المشاركة في العمل مع الرئيس والمرؤوس، وكانت الآراء التي تصدر من الديوان تعتبر قواعد مستقرة يمكن القياس عليها فيما يستجد من حالات نظراً لكونها لا تصدر من الديوان بمجرد رأي مجتهد وإنما تجمع الآراء ومنها رأي الإدارة القانونية وتعرض على معاليه لأخذ التأييد، وكان موظفو الديوان هم أصبر موظفي الدولة على المثالية، ويتسابقون الى التحصيل العملي بواسطة الدورات التي يتيحها لعموم موظفي الدولة معهد الإدارة العامة، وكان معاليه في كل مناسبة يحث الموظفين على تطوير قدراتهم وتحصيلهم العملي وكان يلاطفهم ويشاركهم الرحلات التي كان يقيمها صندوق الديوان التعاوني، وذات مرة أذكر أنه أعطاني عدداً من أعداد مجلة اليمامة وقال: اقرأ المقال الذي ينتقد الديوان واللائحة التعليمية ورد عليه وأعطني الرد وفعلت، وفي اليوم الثاني وجه بأن يوجه للمواطن دعوة لزيارة الديوان للاطلاع على مراحل دراسة اللائحة التعليمية وكيف يسير عمل الديوان حتى يقتنع بنفسه أبلغ من مقاله ورد في الصحف.. وكان كل شيء في الديوان (الوزارة) يسير بخطى مدروسة، وفي عهده وصل الديوان إلى مستوى متقدم تسترشد به جميع الدول العربية لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي، وقد ترك معاليه بصمات لا تنسى في تاريخ هذا الصرح الخدمي.
وجرياً وراء عادة والده وترجمة لمكارم العربي وصفاته التاريخية فإن مجلسه يعج في ليلة كل سبت بعشرات القادمين من جميع مناطق المملكة ومن الوزراء ووجهاء البلاد والأصدقاء، يتجاذب معهم الأحاديث، وكثيراً ما زرت معاليه وكم أبهجني كل الذين رأيتهم من موظفي الديوان (وزارة الخدمة المدنية) ممن يحافظون على العهد والود ويمدون جسر التواصل بينهم وبينه وكأنه لا زال على رأس العمل
كثير من الزملاء والمحبين عندما يترك محبوبهم الوظيفة ينسونه ويطويه التاريخ، أما أبا زياد فلن ينساه أحد، وكان - جزاه الله خيراً - يجلسني بجواره إلا أنني رأيت في المجلس من هو أحق مني فاستسمحته وقمت لمكان آخر.. رحم الله خالداً وبارك في عمر أبنائه.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [خدمة الإنترنت] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved