* الرياض - سعود الهذلي:
ظاهرة الانقلاب السلوكي والمتمثِّل في ازدياد حوادث القتل والانتحار يطرح الكثير من الاسئلة حول الواقع الاجتماعي والمستقبل المتاح في ظل استمرار هذه الظاهرة، كما يسود اعتقاد كبير لدى افراد المجتمع بأن المؤسسات الاجتماعية بدأت تتجه صوب مهامها الحقيقية في إعداد الأبحاث والدراسات العلمية عن مختلف جوانب حوادث القتل والانتحار بما يرمي إلى توفير المعلومات والبيانات التي تُشكِّل قاعدة للعلاج وحتى تتضح نتائج هذا التوجه فإن العديد من افراد المجتمع من مواطنين وتربويين وباحثين متخصصين لديهم ما يناقشون به هذه الظاهرة وأسبابها وحتى العلاج فهم يعيشون في داخل المجتمع.
(الجزيرة) التقت بعدد من المواطنين لمناقشة هذا الموضوع الحيوي المهم فكانت هذه الحصيلة:
في البداية يقول الشاب فهد بن هجاد العتيبي من منسوبي شركة الاتصالات السعودية بالرياض إن الجرائم التي تحدث في المجتمع هي فردية وشاذة ويعتبر منفذوها من فئة المرضى النفسيين او المختلين عقلياً وللقضاء على هذه الجرائم يقترح العتيبي تنفيذ عدد من البرامج التوعوية الموجهة للافراد والمجتمع.
ويذكر على سبيل المثال تكريس الوعي الديني وتطبيق الأنظمة والتعليمات على الجميع.
أما الشاب ضيف الله بن عجب العصيمي من منسوبي مكتب اشتراكات خريص باتصالات منطقة الرياض فيرى بأن السببب الرئيسي وراء ظهور هذه الجرائم بمثل هذا الصدد هو البُعد عن الله تعالى.. كذلك الفراغ الكبير الذي دفعهم نحو اللهاث وراء ما يعتقدون انه يملأ الروح فكانت الفضائيات وخلافها تقوم بدورها السلبي في التأثير المعنوي العكسي، لذلك كانت النتيجة هي ان يفقد هؤلاء مناعتهم الروحية.
ولم تعد ممارسة السلوكيات الغربية تثير خجلهم فكانت هذه الجرائم العجيبة ويضيف قائلاً إن الأب حين يهمل ابنه ولا يتابعه ينفلت على ضوء ذلك الى طريق الضياع والذي ينتهي بكارثة لا يُحمد عقباها ولو أن كل أب لدينا اصبح مسؤولاً عن رعيته من خلال قيامه بأعباء المسؤولية الكاملة فإن كثيراً من هذه الاحداث المؤسفة سيتم تجاوزها.
ويشير الشاب احمد الهذلي الى اسباب اخرى لتزايد جرائم القتل والانتحار في المجتمع وهي وجود الخادمات في المنازل وقيامهن بمسؤولية تربية اولادنا والذي يصفها بأنها مسألة خاطئة ويجب الا تستمر هكذا حيث تقوم الخادمات بتلقين ابنائنا سلوكيات خاطئة ويساهمن في تشتيت أذهانهم وتوجيههم نحو قضاء وقت الفراغ في شؤون لا فائدة منها على الاطلاق فنشأت في داخل المجتمع اجيال عديدة تربت في كنف الخادمات الاجنبيات.. والذين قاموا بالجرائم هم بالتأكيد من أحد افراد هذه الأجيال.
ومن جهته يعتقد الشاب خالد بن حمد الجمعة ان جرائم القتل والانتحار والحوادث الجنائية الاخرى موجودة في جميع المجتمعات في العالم، ولكنها تعتبر دخيلة على المجتمع السعودي.
ويضيف لقد تفاجأ الجميع بهذه النوعية من السلوكيات المنحرفة والأسباب واضحة ومنها البطالة - الفراغ - الاتجاه للتقليد - ضعف الرقابة الأُسرية - البُعد عن الله وضعف وسائل الاعلام أمام معالجة هذه السلوكيات ودراستها وجعلها قضية اجتماعية وطنية.
|