Tuesday 17th August,2004 11646العدد الثلاثاء 1 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

لما هو آت لما هو آت
سواد البياض
خيرية إبراهيم السقّاف

من أين نأتي بالمطر إن كان السَّحاب فراغاً...
والفراغ سراباً...
والصَّدى لا يبين...
بين الطريقِ من جدةٍ إلى بيروت كبرت أمنية خرجتْ من الصدرِ.... ارتدتْ ثوب الفضاءِ الكبير، تزيّنتْ بألف عنقود عنب، وتسربلتْ بأثواب الأماني... وتقافزتْ خارج إطار الفضاءِ.. كبرتْ على الطريقِ، وتنامتْ عن الامتدادِ... تلك أن يكون للحمامةِ جناحُ بياض...
فثمَّة حمامات لا تتلون بالبياضِ.. لا تتزيَّا بالفجرِ...
شيءٌ أكبر من اتساع مجال الأمنيةِ التي كبرت بين الطريقِ والطريق دهشة أقصت للفضاء اتساع الأمنية... اعتورت مجال الانطلاق... طوقت مداها حتى أصبحت أوسع منها... وأكبر... دهشة... دهشة..
فالحمامات فيما هناك يتقاطعن الطريق، يفترشْن مساحات الأماكن يسطوْنَ على المقاعد... يفردْن أجنحتهن، واآاآآه، ثقوب كثيرة، بثور عديدة، شقوق توشِّي تلاحم الأجنحة، تتأبَّط الحمامات نوايا... عيونهن تتقافز فيها خبايا...!
المكان يتسع لا لسربٍ واحد بلْ لأسراب...
تتناصّ الأجنحة، تتناكب المناقير...
يعجُّ بهن المكان... الأمكنة... الزمان لهن!
و... .... حلم البياضِ لم يفردْ جناحه الأوسع... ولا يعتمر المدى الذي كان أمنية.. فقد اغتالتها الدَّهشة.
ثمَّة ما أقصاه... هذا الحلم الكبير...
الحمامات تتلعثم أقدامهن... تضطّرب أجنحتهن...
الحديث يتلكَّأ في مخارج المناقير، تتكسر حروفه...
تتضارب أشكال مقاصده معلنةً عن ألوانٍ... وألوان...
عيونٌ فقط في رؤوس شجَّها المقصد، وأسفر عمَّا وراء...، فاغتابها الذي فيها...
بين الرياضِ وبيروت...
الكلمات في مخارج المناقير موسومة بسوءة غياب البياض...
و...
على اكتظاظ المكانِ...
ما بال النِّسوة لا يلدن أسراب الحمام في وضح النَّهار؟
ما بال الأجنَّة يتلفَّعها اللَّيل، ويكتنفها اختناق السَّراديب؟!
ما بال التّوعُّك يعتري أجنحة الحمام؟!
والأجنَّة تشتكي في مخابئ الأحشاء؟!
بين سربٍ وأسراب
لم يكن هناك فسحة من مسافة، كي تحضر الأمنية، أو شيء منها...!!
ثمَّة ازدحام
ثمَّة التحام
ثمَّة احتدام
غاب البياض....

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [خدمة الإنترنت] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved