Tuesday 17th August,2004 11646العدد الثلاثاء 1 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

في حديث صحفي شامل أجراه سموه مع صحيفة السياسة الكويتية.. ولي العهد: في حديث صحفي شامل أجراه سموه مع صحيفة السياسة الكويتية.. ولي العهد:
مجالسنا المفتوحة تؤكد تلاحم القيادة والشعب وهي موضع متابعة كل العالم

  * الكويت - واس:
أوضح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني أن مجالس الحكم في المملكة العربية السعودية مفتوحة أمام المواطنين الذين يأتون الينا محملين بعواطفهم، ونحن من جهتنا لا نملك الا الاستقبال فتدفقهم ناتج عن حركة ذاتية تلقائية.
قال سموه (ان مبعث الارتياح لتدفق هؤلاء الناس عائد إلى أن مجالسنا المفتوحة موضع متابعة كل العالم الذي يرى من خلالها مدى تلاحم الشعب والقيادة وهؤلاء يأتون الينا بدافع ذاتي دون أن يحركهم أحد فالله وحده يعلم أننا لا نحرك أحدا ولا نطلب من أحد أن يتحرك وكل الذين يأتون إلى مجالسنا حركتهم عواطفهم فجاؤوا الينا وخصوصا في هذه الايام التي شهدت أحداثا غير طبيعية عندنا).
وأكد سمو ولي العهد أن الأمن في المملكة العربية السعودية بألف خير فهي صامدة كالصخر تكسرت عليه كل تلك الهجمات.
وقال سموه (اننا اجتزنا مراحل الارهاب وكل ما ترونه أمامكم هو عبارة عن تصفية آخر الجيوب فنحن ذهبنا إلى رؤوس الثعابين مباشرة لنقطعها ونعلم أن ذيولها عبارة عن مضللين من أبنائنا نعرف كيف نتعامل معهم ونعيدهم إلى صوابهم).
وعما إذا كان هناك فائض في الميزانية العامة للدولة قال سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز (نعم.. سوف يكون لدينا ان شاء الله فائض في الموازنة ومعظمه سيوجه نحو تسديد الدين العام الداخلي الذي ترتب جزء كبير منه عن حرب الخليج الثانية باستثناء بعضها الذي سيذهب نحو مزيد من التنمية).
وأكد سمو ولي العهد أن المملكة العربية السعودية لا تريد الاضرار بالاقتصاد العالمي الذي تتأثر به وتؤثر عليه وأنها ترى ضرورة أن تتراوح الاسعار ما بين 25 إلى 30 دولارا للبرميل حتى لا نلحق الضرر بالدول الفقيرة التي ستتضرر حياتها ويتوقف نموها بارتفاع أسعار النفط.
وعن أوضاع العراق قال سموه (ان الوضع في العراق مؤسف ومؤلم ونتمنى أن يخرج من محنته الراهنة بأسرع وقت ممكن فما يحدث في العراق يدمي ويزعج والدماء تهدر والتيارات تتصارع والابرياء يسقطون قتلى والقاتلون يشوهون صورتنا وصورة عقيدتنا وعروبتنا والبلاد تتمزق).
جاء ذلك في حديث صحفي شامل أجراه مع سمو ولي العهد رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية أحمد الجار الله ونشرته في عددها الصادر أمس الاثنين.. وفيما يلي نص الحديث:
* سمو الأمير عبدالله هل أنتم مرتاحون لتدفق هذه الوفود الشعبية لتجديد بيعتها ومشاعرها لمجيئها من كل أنحاء المملكة.
- أقسم لك أن تدفق كل هؤلاء الناس ناتج عن حركة ذاتية تلقائية.. انهم يأتون الينا محملين بعواطفهم ونحن من جهتنا لا نملك الا الاستقبال فالحكم هنا كما تعرف مفتوحة أبوابه أمام أبناء الشعب.. أنا فخور بمجيء هؤلاء الناس وبدوافع مجيئهم ومرتاح وهذه قناعتي.
لكن مبعث الارتياح وهو يتعدى هذا الشكل عائد إلى أن مجالسنا المفتوحة موضع متابعة كل العالم وهذا العالم يرى من خلالها مدى تلاحم الشعب والقيادة.. نحن لدينا خصوصية مجتمعية، وهي التي نمارس كل شيء من خلالها وهي التي قلنا ورددنا من سنين أنها هي قوام سلوكنا ونحن مفطورون عليها.
قلنا هذا الكلام بالذات للذين هاجمونا بقصد فرض معاييرهم علينا وهاجموا خصوصيتنا.. نحن في اخر الامر أبناء عقيدة لها خصوصية يتميز بها مجتمعنا ولها نظامها الذي يختلف عن النظم الوضعية التي يبشر بها الاخرون.
* لكنكم يا صاحب السمو تتحدثون عن مشروع اصلاح والاصلاح لا يبرر ذاته الا بوجود الاخطاء وقد تكون الخصوصية سببها؟
- نعم.. نحن ماضون في هذا الفكر الاصلاحي لكن ضمن خصوصيتنا وتقاليد شعبنا وضوابط عقيدتنا. انظر إلى هؤلاء الناس حولك هؤلاء يحضرون إلى مجلس الحكم ويطرحون ما لديهم من مطالب ومشاعر وهم مدفوعون بخصوصية غائرة في أعماق نفوسهم ونحن بالتالي منهم ونشاركهم الخصوصية ذاتها وحسب طلبهم ورغبتهم. لا تنسى أن هؤلاء يأتون الينا بدافع ذاتي دون أن يحركهم أحد أو يعلبهم كما يحصل في دول أخرى تحرك الناس بالاجهزة والاوامر.. الله وحده يعلم أننا لا نحرك أحدا ولا نطلب من أحد أن يتحرك وكل الذين تراهم أمامك في هذا المجلس حركتهم عواطفهم فجاؤوا الينا وخصوصا في هذه الايام التي شهدت أحداثا غير طبيعية عندنا.. الناس في هذه المناسبات تحركهم عواطفهم وتراهم يعطون رأيهم من خلال هذا المجلس وهو رأي ندركه ونأخذ به. هذه البلاد بلاد ايمان وعقيدة وبلاد شرفها الله بظهور الدعوة وبوجود الحرمين الشريفين وأغدق عليها الخير لقداستها. وناس هذه البلاد فخورون مثلنا كأولياء أمر وحكام بانتمائهم وبولائهم. فنحن وهم حين نستعرض التاريخ القريب لشبه الجزيرة العربية لا نرى أن صفحاته تحوي ما يسر.. كيف كانت هذه البلاد.. كانت مرتعا للفوضى وعدم الاستقرار وللفلتان الامني. كانت قوافل الحجاج تتعرض لقطاع الطرق وتفرض عليها الاتاوات. كانت الناس تحارب بعضها البعض وتغزو بعضها البعض لا وحدة أرض تجمعهم ولا سلطة توحدهم إلى أن جاء من وحد البلاد من البحر إلى البحر وأحالها كيانا وطنيا بمساحة أوروبا الغربية. هذا انجاز نفخر به وقناعتنا أن كل الخيرين في البلد يفخرون به.
* صاحب السمو الملكي.. كيف أحوال الامن الداخلي الان وهل سيطرتم على الاوضاع؟
- فيما يتعلق بالامن فنحن بالف خير مرت علينا سنتان واجهنا فيهما ارهابا في الداخل وارهاباً فكرياً من الخارج وهانحن صامدون كالصخر وتكسرت عليه كل هذه الهجمات. لقد اجتزنا مرحلة الارهاب في الداخل ومن الخارج. في مساحة شاسعة كمساحة المملكة وفي تعداد سكاني منتشر على هذه الرقعة الواسعة لا يستغرب من يكون فيها ومن أبنائها من هو معرض للتضليل والاندفاع وراء أفكار أكبر من حجمه وامكاناته وهي كما تعرف أفكار مدمرة وغايتها الشر وليس الخير.. هؤلاء المضللون يتحدثون عن اصلاح ويطالبون به أي اصلاح هذا وما نوعه. ضمن مرئياتنا فنحن ماضون في عملية الاصلاح وفق ما تتطلبه أفكار شعبنا وخصوصيته. عندما يتحدثون عن الاصلاح قياسا بالاوضاع السائدة في المجتمعات الغربية فان شعوب الغرب لم يصلوا إلى ما وصلوا اليه الا بعد تاريخ استغرق مئات السنين وتخللته شتى أنواع الحروب الاهلية والدولية التي ذهب ضحيتها عشرات الملايين إلى أن استقروا على ما هم عليه الان. شعوب الغرب لم تصلح نفسها في سنة أو سنتين اضافة إلى أن بيئتهم الفكرية تختلف عن بيئتنا الفكرية المؤسسة على العقيدة ودين الله وسنة نبيه وهي عقيدة تقدم للبشر نظاما اقتصادياً وسياسيا واجتماعياً وانسانياً متكاملاً. إن هؤلاء الذين حاربونا فكريا تفاجئوا أننا بخير وأن نظامنا على خير ما يرام وأن كل هذه الحروب الفكرية اتضح أنها زبد يذهب جفاء ولا يمكث في الارض لانه لا ينفع الناس.
* صاحب السمو الملكي.. في مواجهتكم للارهاب هل لاقيتم تعاونا من دول الخليج وهل شعرتم أنها كانت مقصرة؟
- التعاون بيننا وبين اخواننا في الخليج موجود ومستمر وأمن الخليج وحدة لا تتجزأ فدول الخليج تهمنا كثيرا. ووالله لو تعرضت واحدة منها لأي خطر ستكون صدورنا في المقدمة للدفاع عنها ولن أذكرك بموقفنا عندما تعرضت الكويت للغزو سنة 1990. موقفنا يومها سيكون هو ذات الموقف مع أي دولة خليجية تتعرض للخطر لا سمح الله. نحن وقد اجتزنا المراحل الصعبة ترانا نبادر بالسؤال عن أوضاع أشقائنا. وعندما يطمئنون علينا نحن نبادر إلى الاطمئنان عنهم ونتمنى أن تكون جبهاتهم امنة ولا تتعرض للتوتر.. نحن اجتزنا مراحل الارهاب وكل ما ترونه أمامكم هو عبارة عن تصفية آخر الجيوب ومطاردة اخر البقايا ومن قتل قبل أيام في مكة كان من هؤلاء البقايا الخطرين. نحن ذهبنا إلى رؤوس الثعابين مباشرة لنقطعها ونعلم أن ذيولها عبارة عن مضللين من أبنائنا نعرف كيف نتعامل معهم ونعيدهم إلى صوابهم. شيطان بعض أبنائنا زين لهم المستحيل فاندفعوا إلى أعمال الشغب. أما رؤوس الافاعي فقد قتل منهم من قتل وقبض على من قبض عليهم واستسلم من استسلم منهم. ولقد أدى رجال الامن دورا في هذا المجال يشكرون عليه.. رجال الامن هؤلاء هم من أبناء المملكة وحريصون على أمن بلادهم واستقرارها لانه أمنهم وأمن أهلهم وذويهم وأمن وطنهم الذي أعطاهم الخير وفيه الخير. السعودية أرض طيبة وشعبها انعكاس لهذه الطيبة والاخلاق. لقد شعر رجال الامن أن كل مواطن اصبح خفيرا وهذا ما ساعدهم على قطع رؤوس الافاعي. لقد تعاون المواطن مع رجال الامن في اجتثاث الطغمة الضالة والتي مازلت أقول اننا سنلاحقها في جحورها ولو استمرت ملاحقتها دهرا .. لن نترك هؤلاء حتى يتوبوا إلى رشدهم وتكون كلمة السواء بيننا وبينهم. لقد قلت لك اننا وصلنا إلى رأس الافعى أما ذيلها فله ترتيبات أخرى عندنا اذ إن الذيل تشكل من أبنائنا الذين كنا نتمنى أن لا ينخدعوا ويضللوا.
* صاحب السمو الملكي.. هل أثرت أعمال الارهاب والمطاردات على الجبهة السعودية الداخلية وعلى الاقتصاد وحركة النمو؟
- بالعكس فهذه الاعمال وحدت الناس وأنت هنا ترى هذه الوفود من كل أصقاع المملكة تأتي مبايعة ومعاهدة ومتضامنة ومستنكرة للارهاب وتضعنا في هذا الموضع الذي نفخر ونعتز به وهو موضع وحدة المملكة والحكم بالعقيدة. الاحداث وحدتنا بدليل أن كل مواطن أصبح خفيرا. الجميع تعاونوا مع رجال الامن بشكل مفرح وينم عن شعور عال بالمسؤولية الوطنية. والله اني أقدر مشاعر هؤلاء الناس وحبهم لوطنهم ولاولياء الامر فيهم .. هذا التلاحم كان عرسا نفخر به وقد ظن الارهابيون أن بوسعهم افساده وتمزيقه بمساندة الارهاب الفكري القادم من الخارج وتتبناه وتتنطع به بعض وسائل الاعلام وتحتفي به.. وبالمناسبة أقول لكم يا اعلاميين اتقوا الله في شعوبكم وفي أوطانكم ولا يجب أن تخشوا أحدا وأنتم تكتبون الحقائق وتناقشونها بصدق وبنصيحة خالصة واعلموا أن المتاجرة بأمور تؤثر على مشاعر الناس وتخدش ولاءهم وتسيء إلى حبهم لاوطانهم لا يرضى عنها الله ولا عباده. أما من الناحية الاقتصادية فأقول لك هذه شوارع المملكة كلها أمامك امش فيها طولا وعرضا فترى مشاريع التنمية والاعمار قائمة فيها وترى عدد المصانع يرتفع فيها ويزداد ويصل إلى نسبة نفخر بها وسترى مشاريع البترول ومشتقاته ومشاريع الغاز والبتروكيماويات تنتصب في كل مكان وتكتشف أننا في بعض هذه المشاريع أصبحنا محط أنظار المستثمرين الاجانب الكبار. ومع أن لدينا قطاعا خاصا ضخما الا أننا اذا حصلنا على مواءمة بين التكنولوجيا والاموال فسيكون مسارنا الاقتصادي أفضل. لقد اجتزنا المرحلة الصعبة وأمامنا الكثير من الفرص التي يوفرها حيز هذه الارض، المهم أن لا يكسل المواطن السعودي أمام هذه الفرص ويتركها لغيره وأن يتعامل معها بجدية وأن يستغلها فهي له قبل غيره.. المهم أن ينشط المواطن عندنا ويعرف أن السماء لا تمطر ذهبا وأن الجهاد الحقيقي في العمل والانتاج.
* صاحب السمو الملكي.. هناك من اعتبر خلال السنتين الماضيتين أن الجبهة الأمنية السعودية اخترقت وانكشفت, وهناك كثيرون تشاءموا وقالوا إن الأجهزة الأمنية فقدت السيطرة على الأوضاع الداخلية, فماذا تقولون؟
- مع الأسف هناك من يضعون نظارات سود على عيونهم ويرون الأفق ظلاما لا نور فيه. هؤلاء تكلموا, وقالوا, وتشاءموا, وبعضهم سحب رعاياه لكنهم في النهاية رجعوا لأن جبهتنا الأمنية فيها رجال يحكمون السيطرة على أوضاعهم في كل الظروف. وإذا كان هناك من يعتب علينا لأن مواطنين سعوديين ينخرطون في أعمال إرهابية توجهت ضدهم, فنحن أيضا مثلهم واجهنا أعمالا إرهابية في الداخل على أيدي مواطنين سعوديين, لكننا سيطرنا على أوضاعنا بتعاون المواطن. إن جزءا من هؤلاء الإرهابيين السعوديين كانوا يمثلون ذيل الأفعى, وهم الذين استفادوا من فترة العفو وتوقفوا عن أعمالهم الضارة. ولا ننسى في هذا المجال أن الإرهاب ظاهرة شاركت فيها جنسيات متعددة, ولم تقتصر على السعوديين, وتعتبر من الظواهر السياسية التي تمر أحيانا على العالم ويستطيع التغلب عليها. في أميركا يوجد إرهاب داخلي, وعنف محلي, وإرهاب وارد إليها من الخارج, ولكننا استطعنا لجم هذه الظاهرة وكبحها اعتمادا على بيئة مجتمعنا, وخصوصيته, فالإرهاب يناقض هذه الخصوصية كما يناقض تعاليم ديننا وتقاليدنا. شعبنا غير دموي, ولا يميل إلى العنف. وإذا كانت فيه جماعة خضعت للتضليل فهي قلة قليلة لا تخيف تمت السيطرة عليها وشطبها, بدليل أن من سحبوا رعاياهم رجعوا, فالبلد ينمو اقتصاديا, ومساهم رئيسي في الاقتصاد العالمي, ومن المستحيل أن يبتعد عنه الناس.
* صاحب السمو الملكي.. نلاحظ في جانب آخر أن هناك فوائض ضخمة في الموازنة قد تحققت عندكم نتيجة ارتفاع أسعار النفط.. هل لكم أن تتحدثوا عن هذه الناحية, وكيف ستتعاملون معها؟
- نعم.. سوف يكون لدينا إن شاء الله فائض في الموازنة, ومعظمه سيوجه نحو تسديد الدين العام الداخلي الذي ترتب جزء كبير منه عن حرب الخليج الثانية, باستثناء بعضها الذي سيذهب نحو مزيد من التنمية, خيرات المملكة كثيرة, لديها مصانع وأسواق خارجية, وفيها زراعة, وثروات أخرى متروك جزء منها للأجيال.
* هل أنت مرتاح لأسعار النفط المرتفعة في الأسواق العالمية؟
- أقول لك بصدق إن المملكة لا تريد الإضرار بالاقتصاد العالمي الذي تتأثر به وتؤثر عليه, إننا نرى أن الأسعار يجب أن تتراوح ما بين 25 إلى 30 دولاراً للبرميل حتى لا نلحق الضرر بالدول, ونحن هنا لا نتكلم عن دول كبرى بل عن دول فقيرة ستتضرر حياتها ويتوقف نموها بارتفاع أسعار النفط. ودعني هنا أقول لك, وبكل صدق أيضاً, أن لدينا القدرة على تغطية الاحتياجات الراهنة للسوق لكن في الوقت نفسه أحب أن أؤكد أن ارتفاع الأسعار الحالي, وبهذا الشكل, لا يد لنا فيه, المسؤول هو شركات كبرى تتعامل مع السلعة النفطية, إما عبر التخزين وحجب الكميات وإما عبر المضاربة, وهذا الوضع لابد لنا أن نجاريه رغم أن لا يد لنا فيه فالسوق سوق. لكننا لم نكن نتمنى أن تقفز فيه الأسعار إلى ما فوق الثلاثين دولاراً. لسنا نحن من رفع الأسعار أو حددها, بل حركة السوق, نحن لا نريد الإضرار بأحد, كما قلت لك, ولهذا أعلنا أننا سنزيد الإنتاج بقدر طاقة حقولنا من أجل كبح الأسعار, لكن هذا هو وضع السوق, والشركات التي تضارب فيه, فالأسعار لم تكبحها إجراءاتنا.. المملكة لا تريد رفع السعر, لكن هذا هو الحاصل. إن الأمر الوحيد الذي نقدر عليه هو تلبية حاجة السوق بزيادة الإنتاج بقدر طاقتنا, فإذا كبحت الأسعار كان به, وإلا فان الأمر خارج عن حدود قدراتنا.
* صاحب السمو الملكي.. وماذا عن أوضاع العراق الآن, وكيف ترون صورة الأوضاع في هذا البلد.؟
- الوضع في العراق مؤسف ومؤلم ونتمنى أن يخرج من محنته الراهنة بأسرع وقت ممكن. وفي سبيل الوصول إلى هذا الهدف طرحنا فكرة إرسال قوات إسلامية تحل محل القوات الأجنبية وتكون بإشراف الأمم المتحدة ولقد قمنا بواجبنا في تقديم هذه المبادرة. ولكن تنفيذها متروك للأطراف المعنية. إن ما يحدث في العراق يدمي ويزعج, والدماء تهدر, والتيارات تتصارع, والأبرياء يسقطون قتلى, والقاتلون يشوهون صورتنا وصورة عقيدتنا وعروبتنا, والبلاد تتمزق.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [خدمة الإنترنت] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved