شدو
على الهواء مباشرة
د. فارس الغزي

فوجئت - منذ شهر تقريباً - بعدد من الرسائل الجوالية المرتبطة الحاملة في ثناياها الكثير من اللوم والتقريع بل والتوبيخ على فعل لم أرتكبه، أما باعث هذه الرسائل المرسلة من شخص واحد فهو باختصار اتهامي بأنني قد قمت بالاتصال بقناة الجزيرة وأبديت من خلال أحد برامجها من الآراء الدينية والاجتماعية المتحررة ما يوجب إيقافي عن الكتابة في جريدة الجزيرة.
هذا وفي بداية الأمر حاولت تجاهل هذه الرسائل لا لشيء سوى اعتيادي أو بالأصح إدماني على تلقي مثلها لا سيما قبل أن أعمد إلى التخلص من صندوق بريدي الخاص والذي كنت أذيل به مقالاتي في السابق، غير أن الوضع يختلف هذه المرة حيث لم يسبق لي قط أن أجريت أي مقابلة مع القناة المعنية لأسباب أقل ما أستطيع وصفها به ب(الوطنية) حيث لا يخفى تحامل هذه القناة على بلدي قيادة وشعباً وقيماً، لهذه الأسباب قررت الاتصال بمرسل الرسائل (المرهبة!) الذي سرعان ما قام بالرد بل وواصل لومي على ما تفوهت به على الهواء مباشرة مع قناة الجزيرة.. أو الحقيرة كما أسماها. أما المفاجأة - أو مفتاح الفرج - فتمثلت في أنه بادرني - بلغة الواثق والمتحدي - بأنه قد قام بتسجيل المقابلة المعنية حيث شرع بإسماعي مقاطع منها مصراً في الوقت نفسه أن الشريط السفلي من التلفاز قد حمل اسم (فارس محمد من الرياض)!. حينها وخلال المكالمة المسجلة سمعت كلمة من المحال أن ينطقها (زلفاوي)! مثلي ألا وهي كلمة (مقاطعة) حيث نطق ذلكم الشخص (قافها) غيناً، الأمر الذي جعلني أطلب منه إعادتها والتمعن بنطقها الذي ينفي عني تهمة إجراء المقابلة المزعومة.
أخيراً وبعد اقتناعه بصحة موقفي بدأ بإجراءات الاعتذار طالباً مني أن أمسحها (بوجهه)!.. حينها قلت له: لا تثريب عليك.. فقط اسمح لي أن أمسحها بوجه الفكر الضيق المنغلق الإقصائي..