* غزة - بلال أبو دقة :
في رسالة وجهها المجلس التشريعي الفلسطيني، لدول العالم، وصل مكتب (الجزيرة) نسخة منها، عبر الفاكس، قال روحي فتوح، رئيس المجلس: إن نتائج العدوان الإسرائيلي البربري على مدينة بيت حانون، شمال قطاع غزة، وما لحق بقطاع الزراعة من خراب ودمار، فاقت خسائرها (111 مليون دولار)..
وجاء في طيات الرسالة الفلسطينية أن قوات الاحتلال قامت بتدمير وتخريب (1900 دونم) من بيارات الحمضيات وكروم الزيتون والفواكه مع شبكات الري والأسيجة، ليصبح إجمالي ما تم تجريفه حتى الآن (7100 دونم)، كما قامت القوات المعتدية بتخريب الدفيئات الزراعية ومزارع الدواجن وخلايا النحل وآبار المياه الزراعية، وكذلك تدمير مبنى اتحاد لجان العمل الزراعي والثلاجات والمشتل والمزرعة..
وبحسب رسالة المجلس التشريعي الفلسطيني، بلغت الأضرار المادية حوالي 96 مليون دولار..
ففي قطاع الصناعة قامت قوات الاحتلال بتدمير سبعة مصانع بشكل كلي وأربعة مصانع بشكل جزئي بكلفة تقدر بـ 2.5 مليون دولار..
وكذلك قطاع الإنشاءات حيث تم تدمير 20 منزلاً بشكل كلي و100 منزل بشكل جزئي، ما أدى إلى تشريد العديد من العائلات التي أصبحت بدون مأوى، حيث قدرت الخسائر في هذا الجانب بحوالي مليوني دولار..
هذا ولم يسلم قطاع البنية التحتية من العدوان البربري الصهيوني، حيث تم تدمير الطرق وشبكات الصرف الصحي ومياه الأمطار وشبكات الكهرباء والهاتف وحاويات النظافة، بتكلفة تقدر بأكثر من 10 ملايين دولار..
وبحسب رسالة المجلس التشريعي الفلسطيني، التي استندت إلى جمع المعلومات إلى المركز الحقوقية والمؤسسات المحلية والدولية، بلغت التقديرات الأولية لإعادة الإعمال في مدينة بيت حانون، حوالي 111 مليون دولار..
وفي جولة لصحيفة (الجزيرة)، في ربوع بلدة بيت حانون، التي أصبحت بلدة أشباح، يرفض الكثير السكن فيها، وقفت طفلة فلسطينية، اسمها، دعاء أبو عمشة (الزعانين)، لم تتعدَ سن السادسة من العمر.. تسكن هذه الطفلة من منطقة الزعانين في بلدة بيت حانون، كان بصحبتها عدد من الأطفال داخل خيمة تم نصبها فوق ركام منزل عائلتها الذي دمرته آلة الاحتلال في البلدة، وصفت بكل براءة حجم الرعب الذي ألم بها عندما اقتحم الجنود المنزل واعتقلوا جدها واجبروه على خلع ملابسه، قبل أن يصعدوا به فوق الدبابة ويوثقوه على متنها.
الطفلة أبو عمشة كانت تنظر إلى جدها بعد الإفراج عنه تارة، وتنظر إلى ركام منزل عائلتها تارة أخرى، ثم قالت ل مراسل (الجزيرة): هدموا منزلنا وشردونا، كنا لا نأكل ولا نشرب مدة تزيد عن الشهر، جاء جنود من جيش الاحتلال الصهيوني، صرخوا على جدي وأمروه أن يخرج من المنزل، وأن يخلع ملابسه.. أخذوا يضربونه، كنت أبكي.. أخذوا جدي ووضعوه فوق الدبابة وأخرجونا من المنزل، وقاموا بهدمه فوق حاجياتنا..
المواطن الفلسطيني، محمد جمعة الزعانين (52 عاما) جد الطفلة دعاء، قال ل (الجزيرة): إن حجم الدمار والخراب الذي خلفته آلة الدمار الاسرائيلية بالبلدة يفوق الوصف، مؤكدا أن الجنود الإسرائيليين لم يمهلوه سوى ثلاث دقائق فقط للخروج من المنزل وأفراد عائلته، قبل أن تدمر منزله ومنزل أخيه باسم بشكل كلي وتحولهما إلى ركام، مضيفا، بمرارة، خلال دقائق معدودة هدم الاحتلال شقاء عمرنا ومأوانا، وترك عائلتنا دون مأوى..
هذا وذكر تقرير صادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، تلقت (الجزيرة) نسخة منه، أن جيش الاحتلال هدم (15 منزلاً ) في بيت حانون بشكل كلي خلال 37 يوماً من الاحتلال، إضافة إلى هدم (280 منزلاً)، بشكل جزئي، يصعب السكن فيها..
|