|
انت في "مقـالات" |
هل تذكرون يا مسهّرني؟ كانت تلك مرحلة من مراحل الخدر الذي نمارسه عن قناعة دون تفكير، وكنت أيامها شاباً في أزقة ضيقة من أزقة الرياض ولا نملك يومها إلا جهاز الترانزستور، فكنا ننام باكرا إلا في الليلة التي ستذاع فيها حفلة السيدة أم كلثوم (تجاوز الله عنها) نبقى بقرب المذياع الذي لم يكن إرساله صافيا يومها، فنرفع الاريال او نوجه المذياع عند الاذن حتى يكون أكثر وضوحاً، وكنا نخفض صوته خوفا من آبائنا وأمهاتنا عندما كان الحياء من حياتنا، تلك أيام مضت وندمنا على غباء الفكر وفكر الخدر العربي، وكثيرا ما يحصل التخدير لهمة الأمة ابتداء من سيدة الطرب وانتهاء بما يلهج به الناس اليوم من أغنية العهر العربي المسماة (البرتقالة) وهي التي سمعت عنها ورأيتها أيضاً، فقد جاءت تلك الأغنية مسخا لشحوم تهتز كما تهتز أيامنا على كف عفريت خبيث، وقد أخبرني أحد الأصدقاء ان إخراجا آخر أكثر فظاعة جيء به لتلك الأغنية، فقد زادت أعين المشاهدين والمشاهدات لها، وصارت البرتقالة بالنسبة لذوات الدهون المتراكمة مثل قصيدة أعشى قيس في بني أنف الناقة يومها مع الفارق في الأداء والطريقة والهدف، فبعد ان كانت المنفوخة تستر جسمها المترهل قبل الأغنية صارت اليوم ترتج وكأنها تقول: أنا البرتقالة! |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [خدمة الإنترنت] [الجزيرة] |