إذا لم تستطع المدرسة أن ترسخ مفهوم (البناء) فإنها تكون قد ارتكبت خطأً فادحاً في حق المجتمع، وإذا لم تستطع أن تجعل (العمل) قيمة عليا فإنها تكون قد مهدت لنوع مزعج من البطالة، وإذا لم تستطع المدرسة أن تؤكد (الحقيقة) كقيمة مركزية فإنها تكون قد زرعت بذوراً من الشتات والفرقة.
البناء، العمل، الحقيقة.. قيم عليا ضمن سلم هرمي مليء بمثيلاتها، تلك القيم تنتج السلوك وتصنع الأحكام وتجسد ما هو المهم بالنسبة لنا وتشير إلى هويتنا، وعليها تتأسس المبادئ التي نعيش بها في الحياة.
إن تلك المهمة التربوية الكبيرة التي تراعي القيم تنتج في النهاية طالباً فعالاً وليس طالباً حافظاً، تنتج طالباً يسير وفق توجيه ذاتي وليس وفق توجيه الآخرين، تنتج طالباً يعتمد على نفسه، وليس على غيره.
إنها تصنع مجموعة منسجمة من البشر تتكامل فيما بينها من أجل الإنجاز الذي يعود خيره على الكل وليس على البعض.
النقلة الحقيقة.. تتطلب إنساناً يتملك مجموعة من القيم العليا، تعتلي به عن ترهات الأمور وسفاسف الأعمال وتشويه الإنسان وتسير به في اتجاه ممتد يدفع حركة التاريخ للأمام، نحو الحصيلة العليا المرغوبة، نحو بيئة مشرقة تحقق عنصر الاعتراف للجميع ينجذب إليها العالم.
لعل المدرسة تدرك ذلك!! إذا عددنا التعليم استثماراً في البشر.
|