يعد الجهاز الهضمي أكثر أجهزة الجسم قابلية لاحتضان أنواع عديدة من البكتيريا والديدان التي تعشعش في مواقع خاصة فيه مؤدية إلى فقدان كثير من الحوافز التنظيمية المسؤولة عن دقة وسلامة عمل هذا الجهاز، وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى تغير مناخ جهاز الهضم ليس فقط فيما يتعلَّق بسلامة عمله، وإنما ازدياد استعداده لتقبل أمراض عدة وإظهار أعراضها على أنماط تختلف عن تلك الحاصلة بدون التلوث مما يرمي بظلال التعقيد على القدرة التشخيصية لعدد كبير من الأمراض، ومن هنا يتضح ضرورة تعقيم الجهاز الهضمي للحصول على تشخيص دقيق لأمراضه.
جراحات شد جلد الوجه من أكثر جراحات التجميل شيوعاً بين النساء فوق سن الأربعين، في محاولة للتخلص من ترهلات وثنايا الجلد التي تنذر بقرب الشيخوخة، لكن هل ثمة ضوابط وإجراءات وشروط يجب مراعاتها لنجاح هذه العمليات في تحقيق هدفها في أن تعيد للشباب مظهره، ومتى ينصح باللجوء لهذه الجراحات وما المحاذير التي قد تحول دون الإقدام عليها؟
د.محمد حسان عجان الحديد استشاري الجراحة التجميلية بمستشفى الحمادي وأستاذ الجراحة التجميلية بجامعة حلب بسوريا، يجيب عن هذه التساؤلات.. فيقول:
عندما يولد الإنسان يكون وجهه مكتظاً وجلده مشدوداً وبتقدم العمر وبعد أن يبلغ الأربعين فما فوق يزداد معدل فقدان الدهون الموجودة تحت جلد الوجه فيترهل نحو الأسفل لضعف الألياف المرنة (التي تعطي الجلد قوامه ومرونته) بالإضافة إلى تأثير الجاذبية الأرضية، وكلما تقدم العمر زاد الترهل وانزاحت دهون الوجه نحو الأسفل مما يعطي الشكل النموذجي المعروف بشيخوخة الجلد.
وعملية شد الوجه هي واحدة من أكثر عمليات التجميل شيوعاً، وعند اختيار المريض الصحيح والتقنية والخطة المناسبتين يمكن للنتيجة الرائعة لهذه العمليات أن تعيد الشباب لمظهره.
وهناك عدة طرق لشد الوجه كالآتي:
1- شد الجلد فقط وفيه يسلخ الجلد على مستوى الدهن تحت جلد الوجه ويجر للأعلى والجانب ليستأصل الجلد الزائد (المترهل) ويصبح جلد الوجه الجديد مشدوداً دون ثنايا أو تجاعيد، وهذه التقنية ما زالت أكثر الطرق استخداماً وأكثر ما تفيد القسم العلوي والسفلي للوجه وأقل ما تفيد منطقة منتصف الوجه.
2- تصنيع (شد) الرقبة: وهذه الطريقة وإن كانت تستخدم مع شد الوجه، إلا أنها تقنية منفصلة قد يستخدمها الجراح وحدها لعلاج منطقة الرقبة فقط.
3- شد الوجه بطريقة
SMAS ( superficial musculo aponeurotic system ) (الجهاز العضلي الصفاقي السطحي)، حيث يسلخ جلد الوجه بشكل أعمق من طبقة تحت الجلد أي على مستوى ما تحت الصفاق العضلي للوجه وهي طريقة تعالج عضلة الرقبة السطحية ولكن أثرها قليل على الطيّة الأنفية الشفوية (الثنية ما بين الأنف وزاوية الفم )، بل قد تزيد من عمقها كما أن دهن الخد لا يصلح مكانه بشكل كافٍ لأن الدهن يبقى بهذه الطريقة معلقاً على عضلات الوجنة.
4- الشد المركب (العميق جداً): وهذه الطريقة تعتمد على تسليخ عميق لطبقات الجلد بحيث تفصل دهن الوجنة عن عضلاتها ويتابع التسليخ في منطقة أعمق من الطريقة المذكورة آنفاً SMAS وبالتالي يمكن بهذه الطريقة معالجة ترهل منتصف الوجه مع فائدة طريقة SMAS في الذقن والرقبة، وهي تعطي نتيجة رائعة لمنتصف وأسفل الوجه ولكن التورم بعد الجراحة وخاصة في منتصف الوجه يطول شفاؤه، وإضافة إلى نسبة خطورة أعلى لإصابة العصب الوجهي.
5- الشد تحت سمحاق العظم: وقد طورت هذه الطريقة لعلاج ترهل منتصف الوجه أيضاً، حيث ترفع سمحاق عظم الوجنة والقوس الوجني لتزيح الجلد والدهن الوجني والصفاق والعضلات والسمحاق. ومع أن هذه الطريقة تحسن مظهر منتصف الوجه لكنها وحدها لا تستطيع أن تعالج ترهل الجلد والأنسجة الرخوة في أسفل الوجه والرقبة.
ويضيف د. عجان الحديد ومن هنا نرى اختيار الطريقة المناسبة يعتمد على حالة المريض وأن نجاح العملية يعتمد في الأساس على الاختيار الصحيح لها بما يناسب كل مريض، وهناك بالطبع مضادات ومحظورات يجب مراعاتها قبل إجراء هذه العملية فيجب عدم قبول المرضى غير المستقرين صحياً.
كذلك فإن المرضى الذين يأخذون مميعات للدم (كالأسبرين ومضادات الروماتيزم) لديهم احتمال عالٍ لحدوث المضاعفات بعد الجراحة، لذا يجب على هؤلاء المرضى إيقاف هذه الأدوية قبل العملية أو تأجيل العملية لمدة 14 يوماً، وبالنسبة للمدخنين فإنهم يعانون من نقص تروية الجلد بعد العملية لذا عليهم إما التقليل من الدخان (أو إيقافه) أو تجنب عمليات الشد العميقة، كما يجب التعامل بحذر مع المرضى النفسيين أو من له توقعات غير قابلة للتحقيق من العملية، ويراعى أنه كلما زاد عمق التسليخ زاد احتمال إصابة العصب الوجهي والحمد لله أن نسبة حدوثه لا تتجاوز 0.5%.
يضاف إلى ذلك أن ندبات حب الشباب (العد) القديمة لها أثر سيئ على تغذية الجلد بعد الجراحة لذا يفضل إجراء أقل تسليخ ممكن للجلد خوفاً من نقص تغذية الجلد بعد العملية.
وحول كيفية التحضير لهذه الجراحات يقول د.عجان الحديد يبدأ التحضير لعملية شد جلد الوجه بمراجعة الأدوية والأعشاب ومميعات الدم وفيتامين E التي يتناولها المريض لما قد يكون لها من أثر سلبي على تخثر الدم كما يجب إعلام المريض بمحاذير العملية والحصول على موافقته الخطية وتفهمه لدرجة تحسن شكل الوجه، بعدها يُعطى المريض فيتامين ج (vit) قبل وبعد العملية لتحسين الشفاء أما ليلة وصباح العملية فيغسل المريض الرأس ويمنع استخدام المكياجات والعطور ويُغطى الرأس وتلبس نظارات شمس يوم العملية.وعن كيفية إجراء العملية والمضاعفات التي قد تحدث يقول استشاري جراحة التجميل بمستشفى الحمادي يمكن إجراء العملية تحت التخدير الموضعي إذا كان الشد غير عميق (الجلد فقط) ويمكن أيضاً إجراؤها تحت التسكين العميق أو حتى تحت التخدير العام.ويمكن أن يضع الجراح أنبوباً لتصريف السوائل والمفرزات من الجرح لمدة يوم أو اثنين حسب ما يراه من حالة المريض وفي جميع الأحوال يفضَّل أن يبقى المريض في المستشفى لمراقبة حدوث التورم أو ورم دموي يمكن للجراح أن يفرغه وذلك لمنع حدوث الانتان أو نقص أكسدة الجلد، وقد يرى الجراح وجوب نزع بعض القطب إن كان التورم ضاغطاً على النسج، حيث إن الندبة الجراحية لو عرضت قليلاً أفضل من أن يتموت الجلد من ضغط التورم.وتنزع هذه القطب عادة في اليوم الرابع إلى السادس من الجلد الأجرد وفي اليوم السابع إلى العاشر من الفروة، أما المضاعفات الصغيرة لشد الوجه فهي نادرة، حيث يتراوح حدوث كل منها بنسبة 1 - 3% من الحالات، وأبرز هذه المضاعفات تتضمن الانتان، خاصة مكان جرح الفروة، أو ندبة مفرطة النمو، أو تغير طفيف في خط الشعر.
|