كنت قد أشرت في مقال سابق إلى الخطوة الإيجابية لإحدى إدارات التربية والتعليم لقيامها بحملة توعوية لطلابها حول أضرار التدخين وأشرت إلى أهمية التوعية، وقد أرسل لي أحد الإخوة موجزاً لتقرير نشرته مجلة (ذي بريتش ميديكال جورنال) عن دراسة موسعة عن التدخين والمدخنين، حيث ذكر التقرير أن المدخنين يتوقع أن يموتوا قبل 10 أعوام من معدل العمر الطبيعي لغير المدخنين بسبب إدمانهم على التدخين.
وبينت الدراسة التي أجراها الدكتور السير ريتشارد دول في جامعة اكسفورد وعلى مدة 50 عاماً من الأبحاث تحديد العلاقة بين التدخين ومرض السرطان، وكشف دول في أبحاثه الأخيرة أن حوالي ثلثي المدخنين من الشباب يموتون مبكراً بسبب هذه العادة، حيث يموت واحد من بين أربعة منهم في متوسط العمر.
كما أظهرت الدراسة أن ثمانية من عشرة أشخاص من هذه المجموعة تزول مخاطر موتهم المبكر حينما يتركون التدخين في الثلاثين من العمر فيما يبقى عند الذين يتخلون عن التدخين في الخمسين من عمرهم نصف احتمالات الموت مبكراً.
وبينت الدراسة أن التدخين في بريطانيا منذ عام 1920 حتى 1940 كان سبباً رئيسياً في انتشار سرطان الرئة القاتل، كما أظهرت الدراسات المساندة أن التوأمين المتطابقين اللذين يدخن أحدهما يموت مبكراً قبل توأمه غير المدخن.
الطريف في الدراسة أن الدكتور دول كان مدخناً وترك التدخين قبل ستين عاماً بعد اكتشاف أضراره على صحته (يبلغ من العمر 91 عاماً حالياً)، كما أن ما يقرب من ثلاثة آلاف وخمسمائة طبيب بريطاني أجريت عليهم الدراسة في المجتمع البريطاني كمتطوعين وهم من المدخنين أيضاً، كما طالب دول جميع الأطباء بأن يعلقوا على مكاتبهم اللوحة المشهورة NO SMOKING.
( * ) المدير العام | 
"الطبية"