قالت الصحافة المحلية بمختلف صفحاتها وزواياها وأعمدتها ونوافذها وأبوابها وكتابها عن اخفاق منتخبنا في الصين أكثر مما قالته عن البطالة ومخاطرها، الصحة وأخطائها، الطرقات وكوارثها، الجامعات وعجائبها.. أكثر مما قالته عن غلاء الأسعار وتكاليف الخدمات وارتفاع الرسوم وتعطيل المعاملات..!!
ما تقدم ليس اعتراضاً مني على الانتقادات الموجهة للمنتخب والقائمين عليه، وليست مصادرة لحق الجميع في الحديث عن شأن يهم الوطن ويحمل اسمه، بقدر ما هو ايضاح لحقيقة ان الرياضة وكرة القدم تحديداً تظل بكافة ممارساتها وشؤونها ظاهرة وتحت الضوء وبالإمكان الاطلاع على أدق تفاصيلها والإلمام بشتى همومها، هي بلا أسرار وعلى المكشوف وبالتالي يسهل تناولها وسبر أغوارها على العكس تماماً من المجالات الأخرى المليئة بالغموض والمسكونة بالمجهول..!!
هنالك العديد من المؤتمرات والاجتماعات واللجان الخليجية والعربية والعالمية شاركنا فيها وكانت نتائجها أسوأ مما كان عليه منتخبنا في الصين، ولدينا قائمة طويلة بأشكال وألوان مشاريع مهمة وضرورية لم تنفذ وما زالت وستبقى حبراً على ورق، لكن الكلام عن هذه وتلك لن يكون بيسر وسهولة ولذة وشعبية الكرة..!!
التخطيط أولاً
كيف يتم التخطيط للبرامج والمسابقات والقرارات والأنظمة الرياضية عموماً..؟! ومن يقوم بهذه المهمة وهل هنالك جهات متخصصة ومسؤولة تتولى الدراسة ووضع الخطط المناسبة؟! أم ان العملية برمتها عبارة عن تصرفات واجتهادات ارتجالية تأتي حسب الظروف والأحداث والمستجدات كردود أفعال على ما يجري من وقائع ايجابية كانت او سلبية.. أي أنه لا يوجد أصلاً شيء اسمه تخطيط يسبق اتخاذ القرارات وتنفيذ الأنشطة والبرامج الرياضية..؟!
من الضروري ان نفهم ونتأكد من أن الأمور تخضع لمنهجية مدروسة وواضحة أم لا؟! لأن عدم توفرها يعني أنه لا فائدة من كل هذه الأطروحات والرؤى والمقترحات التي دائماً ما ترتبط بإخفاقاتنا الرياضية، وبدلاً من الحديث عن تطلعات كبيرة وتقديم أفكار مثالية من المفترض ان نطالب بوجود جهة معنية بالتخطيط في كل القطاعات الرياضية ومختلف الاتحادات واللجان تتولى دراسة الواقع وقراءة المستقبل بشيء من العلمية وأيضاً العقلانية لا أن تكون متجاوبة مع العواطف والانفعالات..!!
اختيار مدربي المنتخبات، تنظيم المسابقات وبرمجة البطولات المحلية، إقرار الأنظمة واللوائح، التوجهات والبرامج العامة للاتحادات، قضايا الاحتراف واللاعب الأجنبي والتحكيم، الأزمات المالية، نظام الدوري، تقييم مشاركة المنتخبات.. هذه وغيرها كلها ستتحول إلى مشاكل صعبة ومعقدة يستحيل حلها ما لم نجعل التخطيط الخطوة الأولى والأهم لمعالجتها.
تحت رحمة الأمزجة !
كشف موقف نادي القادسية الأخير بمنع مشاركة ثلاثة من لاعبيه مع منتخب المملكة المدرسي لكرة القدم الذي يستعد حالياً للدورة الرياضية العربية المدرسية التي تستضيفها المملكة اعتباراً من منتصف شهر رجب المقبل في محافظة جدة.. كشف عن عدم وجود نظام قائم يحدد وينظم العلاقة بين وزارة التربية والتعليم والرئاسة العامة لرعاية الشباب ويلزم هذا الطرف أو ذاك باتباعه والعمل بموجبه دون منة أو وساطة أو تجاوزات من أحد في حالة استعانة قطاعات الرئاسة بأحد من منسوبي الوزارة أو العكس.
وغياب هذا النظام هو الذي دفع وزارة التربية والتعليم إلى رفع شكوى للرئيس العام لرعاية الشباب ضد نادي القادسية وهو كذلك الذي سيجعل المدرسة أو المدارس التي ينتمي إليها اللاعبون الثلاثة تتخذ مستقبلا نفس الموقف وتمنع هؤلاء وغيرهم من الطلاب المسجلين كلاعبين في نادي القادسية من السفر والمشاركة في مباريات النادي وعدم التعاون معه في مواقف ومناسبات تهم نادي القادسية وعموم أندية المملكة..
اللافت هنا أن المنع صدر فقط من نادي القادسية وفي توقيت لا يتعارض مع مباريات النادي وفي بطولة تحمل اسم وشعار الوطن الأمر الذي يؤكد على أن الموقف نابع من أهواء شخصية أكثر من أي شيء آخر.. وبالمناسبة لنتخيل ان وزارة التربية والتعليم تعاملت مع الآلاف من منسوبيها المساهمين والمتعاونين مع الرئاسة في ميادين الإدارة والتحكيم والتدريب وكذلك معظم لاعبي الأندية في الألعاب الذين هم في الأساس طلاب مدارس بنفس الطريقة التي قامت بها إدارة القادسية وقررت منعهم من الانخراط في أية ممارسة رياضية..!
أعود لأقول: إن الموضوع يتعلق بمصلحة وكيان الوطن ولا يقتصر على حدث بعينه، وما فعلته إدارة القادسية قد يتكرر في نادٍ آخر أو من جهة ما تابعة لوزارة التربية والتعليم، لذلك لا بد من اصدار نظام واضح وصريح وملزم للجميع حتى لا تضيع الحقوق والحقائق في دوامة القناعات والأمزجة الشخصية..!!
غرغرة
- هل نحرز في أولمبياد أثينا بعضاً مما عجزنا عنه قبل أربع سنوات في سيدني ؟! يا خوفي لا نكون (من جرف إلى دحديرا)..!!
- نظرة واحدة لوجوه وأجسام و(شنبات) لاعبي الفرق الخليجية المشاركة في بطولة الناشئين تكفي لتأكيد ان الكرة في هذه الدول لم ولن تتطور...!
- التزام فريق الهلال بلاعبين تحت (16) سنة أفضل وأهم من الفوز بإنجاز وقتي وبطولة مزورة..!
- رئيس التلفزيون اليوناني قدم استقالته بسبب انقطاع الإرسال خلال مباراة منتخب اليونان أمام كوريا في افتتاح مباريات كرة القدم للألعاب الأولمبية الحالية.. وللمعلومية سبب الانقطاع هو تعرض مركز البث لماس كهربائي..!
- المجاملات التحكيمية لبعض الفرق ستقلل من معنى وقيمة وأهمية وسمعة دورة الصداقة..!!
|