الحقيقة أن الصحافة ينابيع مختلفة الموارد، والصحافة نوافذ ينثر منها الكتاب على الآخرين بما تجود به قرائحهم من الأفكار، والصحافة ابواب مشرعة لمن أراد الارتواء من معين محصولها اليومي من جميل العبارات ولآلئ الكلمات، والصحافة ارض خصبة لمن أراد استنبات الأفكار الجميلة، والصحافة بستان يغص بمختلف الزهور والورود، والصحافة ميدان لنشر عبيق الروائح والعطور، والصحافة ميدان للاصلاح وطريق عبور الى القلوب والعقول، ومعرض لبث الشكاوى والامتعاضات الى المسؤولين والمختصين لاصلاح ما فسد واتمام ما نقص.
الداعي الى هذه المقدمة هو من اجل التحدث عن صفحة عزيزتي ليوم الاثنين 23-6 فوضعت لي صحف اليوم قبل السابق، فأخذت أعيد تصفحها لان المسافة صارت بعيدة بيني وبين صحف اليوم، فكانت جريدة الجزيرة الورقة الثالثة فوصلت الى جريدة داخل جريدة وصلت الى صفحة عزيزتي الجزيرة وتناولت كل مواضيعها وقرأتها حرفياً ولمدة ساعة كاملة او تزيد، فأحسست كأني لم اقرأها من قبل ووجدتها جريدة كاملة لعظم محتوياتها واختلاف مشاربها وتنوع مواضيعها التي بلغت 11 موضوعا اطولها بعنوان (هذا ما ينقص الدلم هذا وما تحتاجه من مشاريع) واقصرها تصحيح لغوي بعنوان (قضايا) وليست قضية وبداخلها ثلاثة مواضيع شكر وثناء من كرماء لمستحقيها. أما بقية مواضيع الجريدة عزيزتي وهي تسعة. فحقيقة انني اصبت بحيرة عندما أردت ان اختار احدها لاعلق عليه. وهذا دليل على قيمة وأهمية ما تنشره تلك الجريدة (صفحة عزيزتي). وهذا يؤكد ما تضمنته مقدمة كتابتي تلك. وعند احتدام الصراع لاختيار موضوع التعليق وجدت لزاماً عليّ التعليق عليها جميعها، فقلت باختصار شديد: بالنسبة لاقتراح الاخ علي الكثيري بوضع فروع للدوائر الحكومية والجامعات في جنوب وغرب وشرق العاصمة لتخفيف الزحام في جميع الطرق المؤدية اليها، هنا اضم صوتي لصوته وسبق ان كتبت عن ذلك ايضا فياليت تكون هنا اجابات ويحصل تفاعل من تلك الجهات. وموضوع فحص ما قبل الزواج اقتراح من الاخ عبدالعزيز الدباسي بأن يكون الفحص اختياريا تجاوبا لرغبات البعض من الناس على الرغم من رأيه بأن يكون الفحص الزاميا هنا اضم صوتي لصوته بان يكون الفحص الزاميا واخالفه بأن يكون اختياريا نزولا الى رغبات البعض من الناس وحقيقة يجب ان يكون الفحص الزاميا لاهميته الصحية على ابناء الوطن في الحال والمستقبل ولكن افضل ان يكون الفحص بعد القبول من الطرفين ولكن قبل الروية او النظر الى العروسة والتحدث معها لا بعد ذلك حتى لا يتكرر ما ذكره الاخ الدباسي عن الحالة التي حصلت في بريدة من الاسى والحزن لاحدى الأسر لكون نتيجة الفحص سلبية. وعما ينقص الدلم وما تحتاجه فوجود رجل نشيط من أهل البلد ينافح ويدافع في سبيل مصلحة موطنه فهذا غاية البر بمسقط الرأس كما فعل ذلك الاخ محمد السيف واتمنى ان تتحقق آماله ومطالبه بل يجب ان تحقق. أما عن حرق الملايين من الريالات فكما تحدث الاخ حمد بن خنين بأنه يجب الاهتمام من قبل اصحاب الأموال من شركات ومؤسسات بانشاء مشاريع ومصانع لتدوير المخلفات مشيرا الى مصنع تدوير الإطارات بالشرقية والاستفادة من تلك المادة بدلا من حرقها ونشر سمومها فذلك رأي سديد ويجب ان يفعّل لكل المخلفات التي تساوى المليارات من الريالات ففيها مداخيل مغرية. أما عن الطب البديل ومدى نجاحه فقد تحدث الأخ حمدين الشحات مؤيدا له ومستشهداً بنجاحه بايراد بعض الامثلة ليطمئن المتشككين بنجاحه وهنا اقول لا شك ان الطب البديل اخذ بالتوسع والقبول من الكثيرين وهذا هو الطب الاصل وعلى الله التوفيق. وعن موضوع ما نريده من صحافتنا بقلم الاخ سليمان الفندي معلقا على ما سبق ان كتبه رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك في افتتاحية الجزيرة يوم 17-6 بعنوان (ماذا تريدون من صحافتنا) وقد اجاب الأخ سليمان: نريد ان تحافظ على مصداقيتها وتقدم الحقيقة بعيدا عن المبالغة والتهويل، واحترام القارئ والكاتب وكذا حفظ حقوق الجميع.. اشكر المجيب على اجابته واضيف: نريد من الصحافة ان تفتح أبوابها لمريديها وان تعطي المتشبثين بالصحافة مساحة لينقشوا عليها مما تجود به قرائحهم وافكارهم والا تجعل صفحاتها وقفا على كتاب معدودين كتاب الاعمدة الثابتة لِنُعِدَّ صحفيين للمستقبل ولنخفف العناء عن الآخرين حتى لا تتردى كتاباتهم او تجف ويضعف انتاجهم حينما لا تتوفر لديهم الفكرة الناضجة فيكتبون فيما لا يستحق الحبر وانى لاحس ان البعض منهم يتمنى التخفيف عنه ولكن تأخذه العزة بالاثم اذ يصعب عليه ان يقول ببنة لسان فضلا اعفوني عن الاستمرار بالكتابة. وقبل الاخير عن موضوع غير اطباء المجالس هناك المفتون قال فيه الاخ بدر الجلعود بعد ان علق على ما كتب بزاوية مستعجل بالعدد 11609 بعنوان اطباء بالمجان في المجالس للاخ السماري مشيرا الى ان البعض من الناس يتحدث عن الطب وكأنه طبيب حينما يسمع شاكيا من أحد الجالسين والاخ بدر أيضاً يشير الى كثرة المفتين عند طلب فتوى من احد الجالسين مما يعني التطفل في كلا الحالتين. الحقيقة ان الكثير من المجالس ان لم تكن كلها تكون للأحاديث العامة ومنها تلك الصنعتين ولكني لا أرى بأساً بذلك لان الامر كما يقال حديث مجالس لا يودي ولا يجيب مجرد استهلاك وقت وسعة صدر والمستمع ليس بدرجة من الغباء ليأخذ بكل ما يسمع. أما الموضوع الأخير وعنوانه (قضايا وليست قضية) صحح فيه الشاب عبداللطيف عبدالله الفضل الصف الأول المتوسط صحح فيه كلمة وردت في موضوع عن عدد القضايا التي نظرت بمحاكم منطقة الجوف يوم الخميس 12-6 لعام 1424هـ اذ ان الكلمة وردت في الموضوع 5609 قضية والصحيح كما قال الشاب قضايا لان التمييز يكون للعدد المفرد 9 اقول لهذا الشاب اصلحك الله وانار بصيرتك ونفع بك وبنفس الوقت الوم من صاغ الخبر في المحكمة واستغرب صدور مثل هذا الخطأ النحوي من جهة تعنى باللغة العربية أكثر من غيرها لان الوضع الاعرابي تبنى عليه الاحكام في بعض القضايا لذا يجب الحرص على عدم وقوع مثل ذلك الخطأ فيما يصدر عن المحاكم باكملها وكذا كتابات العدل. وفق الله الجميع الى سبيل النجاح والنجاة.
صالح العبدالرحمن التويجري |