رغم سمعته السيئة، إلا أنه يستحق التقدير، ومع ما فيه من المفاسد إلا أنه جلب بعض المصالح، ذاع صيته، وعلا ذكره وتسبب في أكبر موجة من موجات العنف الأخلاقي، وأبرز بعض شيء مما يقع فيه بعض الشباب، جاء وكانت الأمور مدفونة فنبشها، وكأنه مرسل ليوقظ الضمير الناعس، والقلب اللاهي، أثار زوبعة كبيرة من الضوضاء حوله، جدد المنع له ولأترابه، ملأ الدنيا حوله، واشغل الناس حديثاً به، أصبح من يحمله موضع شبهة وريبة، مع انه سلاح ذو حدين، وأثار الرعب بين أوساط النساء، بدأن يلتزمن باللباس المحتشم، والحجاب الساتر، بل وامتنع كثير منهن من الذهاب إلى أماكن التجمعات، وحرّمن الذهاب إلى الزيجات والأفراح، قاطعن قصور الأفراح بعد ان كن يتلهفن إليها، أقض مضاجع العفيفات، وأثار الرعب في قلوب الغافلات، فقد أيقظ القلوب الغافلة، وحرك القلوب الساكنة، - وكفى بها حسنة -، فليس يحمل في طياته شراً محضاً، ولكن استعمال الناس له شوّه سمعته، وأساء لسريرته، فسهولة استخدامه، ومرونة التعامل معه، جعل ضعاف النفوس يسيئون استعماله، بعد ان اجلب عليهم شياطين الإنس بخيلهم ورجلهم، يصفق لهم أعوانهم من شياطين الجن، ويحدونهم إلى طريق فاحش، لا يفكرون في عواقبه، وإنما كان استخدامهم له، ليقتل العفة، ويغتال الفضيلة، واستخدمه أولئك المجرمون، ليوثقوا أعمالهم المشينة، على فرائسهم المسكينة، تحت ضغط اجتماعي لا يرحم، وضغط نفسي مهلك منهك، وضغط شيطاني مخز، وجريمة لا تغتفر.
ذلك الجهاز هو في جيبي أو في جيبك أو في جيب الشيطان البشري، وإنما هو آلة طيّعة، وجهاز مطواع لمن يمسكه، ومقواد لمن يوجهه، فهل نلومه بعد هذا؟ وهل نلوم من يمسكه أياً كان؟
بل بعمله هذا قد يقف حجر عثرة أمام دعاة التحرر، ويكون عائقاً أمامهم، ويبين خطلهم وزيف كلامهم، بعد ان ظهرت تلك الفضائح، إذ بدأ كثير من النساء بإعادة النظر في أمورهن.
لعلكم عرفتموه إنه جهاز (الباندا) فمسكين أنت أيها (الباندا).
وأخيراً أقول: لا تحسبوه شراً كله.
|