من المؤكد أنه ليس للحياة أنس، ومعنى إلا (بالأمن) واسأل الله العلي القدير بمنّه وكرمه ان لا نفقد هذه الكلمة لفظاً ومعنى نتعايشه كل لحظة في هذه البلاد التي حباها الله برغد في العيش والأمن.
مفاجآت هذا الزمان الغابرة والمروعة أقضّت مضاجع الآمنين والمؤمنين بالله على أيدي فئة ضلت طريقها طريق الصواب حيث تم السيطرة على أفكارها من منظور ديني من قِبل منظمات وقوى خفية لا يعلمون ما هي أهدافها الحقيقية سوى ظاهر القول لهم.
والسؤال:من أين أتى لنا هذا الإرهاب المفزع وما هو مصدره؟ والذي كنا في يوم من الأيام نسمع به ونراه ونقرأ عنه ولم نشعر يوماً بقربه منا.
نعم لقد حوذل هؤلاء المجرمون في حق دينهم وفي حق هذا الوطن وفي حق هذا الشعب المسلم المسالم الآمن حوّلوا أمننا إلى ذعر وخوف، وإلى ربكة في شوارعنا، وحوّلوا الطمأنينة التي كنا ننعم بها إلى قلق مبهمة ملامحه.
ألا تعلمون أنكم تعصون الله في أهلكم وفي وطنكم وفي أنفسكم وفي أبرياء قتلتموهم؟!
ما هي غايتكم من كل هذا؟.. هل هي زعزعة الأمن وترويع الآمنين؟ هل هي تشويه صورة بلد هو مضرب مثل في أمنه واستقراره عند أعدائه من اليهود والصليبيين وغيرهم؟
أنتم بهذا لا تحققون أهدافاً لكم لأنه في الأصل ليس لكم أهداف بل أنتم تحققون أهداف الأعداء في ديننا، وفينا، وفي بلادنا، والله إنهم استبشروا خيراً بهذه التفجيرات الآثمة.
والمتمعن في هذه القضية الإجرامية سيجد ان الأمر أبعد من كونهم حفنة من الشباب القاصر عقلاً وديناً، وإنما هؤلاء هم عبارة عن وسيلة للوصول إلى غاية، وإن كنتم ترون وتعتقدون في مخيلتكم ان هناك خللاً، ومن واجبكم المساهمة في إصلاحه فقد أخطأتم والله، واعلموا أنكم أصبحتم في صف الأعداء على هذا الدين وأهله، وهل هناك إصلاح يقتل في طريقه بريئاً ويروّع مطمئناً ويفجع أسرة في عزيز عليها ويهدم بيوتاً أهلها آمنون مسالمون ويدمر مباني حكومية تدار فيها مصالح للمسلمين؟
ديننا وشرعنا الحنيف حرّم علينا ان نفعل هذا مع غير المسلمين في بلادهم فما القول فيمن يقدم عليه في بلاد تعتبر قبلة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يُحكم بشرع الله فيها وتُقام فيها حدود الله وشعائر الدين؟
إن أهدافكم وهَم وغاياتكم خيال والحقيقة الوحيدة هي أن فعلكم هذا ليس له وصف إلا (الإجرام).
لكنكم بإذن الله لن تستطيعوا فك التلاحم بين الراعي والرعية ولن تستطيعوا إيجاد تباين في الرأي الموحّد ضد ما فعلتموه.
نسأل الله بمنّه وكرمه ان يحفظ علينا إيماننا وأمننا إنه جواد كريم.
|