عندما طرحت فكرة الحوار الوطني وترجمت إلى واقع ملموس كان فئة من الناس وأنا واحد منهم متشائمين منها خوفاً أن تكون الغلبة للذين يحملون فكراً مخالفاً للكتاب والسنة ولكن الذي أثلج صدورنا أن معظم القائمين على هذه الحوارات يمثلون نخبة طيبة من أبناء هذا البلد الذين يملكون فكراً متميزاً وأن ما طرح في اللقاءات الثلاثة الماضية من أفكار وبحوث لا يناقض أصول وثوابت هذه الأمة وإن وجد خلاف ذلك فهو في مسائل فرعية لا تتعدى وجهة النظر وهذا بحد ذاته شيء طبيعي إذا قيس بنشأة وولادة هذه الحوارات التي لم يمضِ عليها سوى أشهر قليلة مع يقيني التام أن بعض من حضر هذه الحوارات صار لديهم الكثير من القناعات والتراجع عن آرائهم والأفكار التي طرحوها في هذه الحوارات لقوة الأفكار الأخرى التي طرحت والتي تستند للتأصيل الإسلامي في معالجة واقعنا في هذه البلاد الطيبة وهذا مؤشر قوي على إيجاد ارضية ثابتة ومتماسكة من خلال الحوار الذي سوف يقضي بعون الله وتوفيقه على الضبابية التي حصلت نتيجة الجفاء الذي أحدثته التغيرات الحضارية في مجتمعنا السعودي هذا إذا أخذنا بالاعتبار توجيه ولاة الأمر في بلادنا الحبيبة أن الحوار يجب أن يرتكز في كل طروحاته من خلال ثوابت الأمة، كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهذا عامل مهم يبدد الحساسية للمتشائمين حولها والذي لمسناه عملياً من خلال حرص سمو ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني على الالتقاء بأعضاء الحوار مباشرة بعد انتهاء لقاءاتهم والاستماع إليهم وتوجيههم بضرورة التمسك بثوابت الأمة وجعلها هي الغاية في استمرار هذه الحوارات فمن هذا المنطلق يجب على كل من لديهم حساسية من هذه الحوارات أن يطمئنوا بأنها في أيدٍ أمينة وأن لا يبخل من لديه علم من عدم التردد في الاشتراك في هذه الحوارات التي هي ملك الجميع.
|