الخطوط السعودية تتخطى الصعوبات الراهنة في صناعة النقل الجوي

* الرياض - عبدالرحمن السريع:
في دراسة علمية موثقة أجراها معهد التكنولوجيا في ولاية ماساشوستس الأمريكية، وهي من أرقى الجامعات في العالم عن البرنامج العالمي لصناعة الطيران الذي قام بها فريق عمل مختار من أساتذة وطلبة مختارين من كليات الهندسة والإدارة والعلوم الاجتماعية والإنسانية والتي تقول: إن خسائر شركات الطيران بلغت خلال الأعوام الثلاثة الماضية أكثر من (20) بليون دولار، وأن خسائر شركات الطيران الأمريكية وحدها بلغت ثلاثة بلايين دولار خلال عام 2003م، الأمر الذي دفع بالعديد من هذه الشركات إلى التقدم بطلب مساعدات مالية من الحكومة الأمريكية لتجاوز تلك الخسائر، وأنه بالرغم من تشغيل رحلات ممتلئة بالركاب فإن شركات الطيران الكبرى تتكبد خسائر مالية كبيرة.والأكثر من ذلك أن الدراسة التي أجرتها الجامعة المذكورة أكدت أن التكاليف المتزايدة لصناعة النقل الجوي تعني عدم إمكانية الوصول لحلول فردية للأزمات والكوارث المالية التي تواجه تلك الصناعة على حد تعبيرهم.رغم هذه الظروف البالغة الصعوبة تمكنت الخطوط السعودية بفضل من الله ثم بدعم كريم من قيادتنا الرشيدة- رعاها الله- وبتوجيه سديد من صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام- حفظه الله- ومتابعة دائمة من سمو مساعده لشؤون الطيران المدني -وفقه الله-، من مواجهة هذه التحديات بالإدارة الواعية وبالتخطيط العلمي المتوازن وباستراتيجية تسويقية مرنة ساعدت على تحقيق إيجابيات كثيرة رغم هذه التحديات تمثلت في:
- تحقيق الربحية التشغيلية من النقل الدولي لأول مرة منذ عشرين عاما.
- نقل ما يزيد على 14 مليونا ونصف المليون مسافر خلال العام الماضي كأعلى معدل يتم نقله في تاريخ الخطوط السعودية.
- نقل ما يزيد على 900 ألف حاج من 70 محطة دولية على متن حوالي ثلاثة آلاف رحلة دون التأثير على العمليات التشغيلية للرحلات المجدولة والإضافية.
- تطوير شبكة رحلات السعودية بإضافة محطة الدوادمي وخمس محطات دولية ليصبح إجمالي المحطات الدولية والداخلية 81 محطة، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه شركات الطيران نتيجة للظروف الراهنة بتقليص عدد المحطات لديها.
- نقل 1.673.503 مسافر خلال شهر يوليو من هذا العام الذي يمثل أعلى معدل لنقل الركاب خلال شهر واحد منذ تأسيس الخطوط السعودية قبل ستين عاما.
- مواصلة الجهود للارتقاء بمستوى الخدمات بتقديم خدمات الحجز عبر شبكة الانترنت وتدشين خدمات الحجز المطور على مدار الساعة مع تقديم برامج الخدمة الذاتية سواء في مجال الحجز والحصول علىالمعلومات المختلفة أو من خلال توفير الأجهزة الآلية بالمطارات التي تتيح للمسافر شخصياً إصدار بطاقات الصعود للطائرة واختيار المقاعد المفضلة، ثم التوجه مباشرة إلى بوابة الصعود.
- تطبيق قواعد وأساليب التجارة الالكترونية بإدخال شبكة الإنترنت إلى جانب الشبكة الداخلية للمعلومات (الإنترنت) والتي تعد بمثابة دائرة معارف داخلية تساعد على انسياب المعلومات مما ساهم في رفع مستويات الأداء إلى حد كبير.
- تحقيق نقلة نوعية كبيرة في تطوير مرافق الخدمة وتحسين بيئة العمل بإقامة المراكز الحضارية المتكاملة التي تجمع الإدارات ومواقع الخدمة تحت سقف واحد، وذلك في مختلف مناطق المملكة من بينها أبها والقصيم وحائل وتبوك والطائف ومكة المكرمة والمدينة المنورة مع التخطيط لإقامة المراكز المماثلة في المنطقة الشرقية وغيرها.
- تطوير مرافق التدريب لإعداد وتأهيل الكوادر البشرية في مختلف المجالات حيث يتمثل ذروة الإنجاز في هذا الصدد في (أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران) التي تضم مبنى التدريب على الطيران، ومبنى آخر للتدريب على نظم السلامة التي تعد بشهادة الخبراء المتخصصين في هذا المجال مرفقاً تدريبياً رائداً على مستوى المنطقة.وعليه يمكننا القول وبكل ثقة: إن الخطوط الجوية العربية السعودية قد تخطت -ولله الحمد- العديد من شركات الطيران الأخرى في تجاوز الهزات العنيفة المتتالية التي تشهدها صناعة النقل الجوي على المستوى العالمي.