** تحدثت أكثر من مرة عن المتاجرة بأحلام الشباب واستغلال مشكلاتهم المتعلقة بصعوبات القبول في الجامعة أو العثور على وظيفة مناسبة قبل التخرج أو بعد التخرج..
ولقد استمتعت بشفافية د. غازي القصيبي في حديثه في برنامج (المقال) مع داود الشريان في قناة دبي الأسبوع الماضي..
وقد أكد الوزير على نقطة مهمة تتعلق بضعف ونقص تأهيل الباحثين عن وظيفة؛ إذ هم في الغالب من خريجي الابتدائية أو الكفاءة، وقليل منهم ثانوي نظري وجامعي نظري، دون أن يوازنوا مع شهاداتهم تلك بقدرات ومهارات من نوع مهارات لغوية كالإنجليزية أو قدرات معلوماتية في الحاسب.
وهذا من المؤكد أنه صحيح في أغلبه..
لكن أمام رسالة من مجموعة من الشباب خريجي المرحلة الثانوية درسوا في إحدى الأكاديميات (موجود لديَّ اسمها) في قسم اللغة الإنجليزية وتحت إشراف جامعة شهيرة، وقالوا لهم في بداية التسجيل: إن وزارة التربية بحاجة إلى معلمي إنجليزي للمرحلة الابتدائية، وأنتم وظائفكم جاهزة، فقط ادفعوا مبلغ خمسة وعشرين ألف ريال، بواقع (6250) لكل ترم، وهي أربعة أترام.. واستدنا هذا المبلغ ووقعنا شيكات مؤجلة بها، فالذي باع سيارته والذي استلف من أخته، وحكايات الله أعلم بها.
لكن الشهادة التي حصلنا عليها الآن بتقديرات عالية لم تعتمد لا من وزارة التربية ولا من وزارة الخدمة المدنية.
* هل هذه الأكاديميات (بقالات) تفتح من بالها وتغلق من بالها.. هل يمكن أن يكون التدريب في القطاع الخاص وسيلة للثراء السريع، وبعدها (شمع المحل وظف عفشك) لمجال آخر بعد كثرة الشكاوى والمتضررين.
** على الرغم من أن د. غازي القصيبي قال لي في حديث هاتفي تعليقاً على مقال عن العمل والتدريب كتبته في هذه الزاوية: إنه لم يتسلم الوزارة إلا قبل أشهر بسيطة، ووعدنا نحن الكتَّاب المهمومين بقضايا التوظيف والتدريب أن هناك افتراجات كبيرة ستحدث تباعاً بإذن الله.
إلا أنني مضطرة لطرح تساؤل هؤلاء الشباب عليه عاجلاً، خاصة بعد لقائه التلفزيوني.
فهؤلاء شباب مؤهل، وقد وعدوا فدفعوا، فمن ينصفهم غير الله سبحانه ثم أمثالك من المخلصين؟!
فاكس 2254637 | 
"محليــات"