Monday 16th August,200411645العددالأثنين 30 ,جمادى الآخر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
ليس دفاعاً عن هذه المحاضن الشرعية
عبد الرحمن بن سعد السماري

** عندما كتبت دفاعاً عن مدارس تحفيظ القرآن والمعاهد الشرعية والكليات الإسلامية.. لم يكن هدفي هو مجرد الرد على من تناولها بسوء.. ولا مجرد الدفاع عن هذه المحاضن التربوية الكبرى.. بل أردت إيضاح الحقيقة كمتابع ومعايش للواقع..
** إنني أعرف شخصياً الآلاف من خريجي هذه المحاضن الشرعية المؤتمنة.. وأتعامل مع آلاف آخرين.. ومجتمعنا عايش الملايين منهم.. ولم نلحظ في واحد منهم انحرافاً أو فساداً فكرياً أو شططاً أو إجراماً.. أو ميلاً للعنف نتيجة هذه المناهج أو المحاضن.. أو نتيجة ما درسه هناك.
** الانحراف والشطط والغلو والعنف والإرهاب والإجرام.. حصل بعيداً عن هذه المحاضن.
** حصل من عاطلين.. وحصل ممن درسوا في مدارس ومعاهد أخرى.
** وحصل من جهلة.. وحصل من فاشلين.. وحصل من أشخاص ليس لهم علاقة بهذه المدارس والمعاهد.
** ولكن.. أن نقول.. إن هذه الكليات أو المعاهد أو الجامعات هي التي خرَّجت الإرهابيين.. وإن مناهجها تشجَّع على الإرهاب.. أو تقود للإرهاب.. فهذا الكذب بعينه.. وهذا الظلم والغلو والشطط.. وهذا مجافاة الحقيقة.. وهذا هو الالتفاف على الواقع.
** لقد تلقيت عشرات الاتصالات كتعقيب على هذا الموضوع.. ولكن.. يحزنني ذلك الاتصال الذي يهاجم ويقول.. هذه المدارس والمعاهد خرَّجت بعض المفسدين.. أو يقول.. إن مناهجها تحث أو تشجَّع على الإرهاب.. وعندما تحاول محاورته أو مناقشته.. يغضب وكأن قضيته هي مجرد محاربة هذه المدارس والمعاهد فقط.. وليس له قضية أخرى.. أو هو لا يريد أن يفهم.
** مشكلة هؤلاء.. أنهم يتحدثون عن الحوار والنقاش ويشنعون على من يحاول مصادرة الرأي الآخر.. ويتهمون الإسلاميين بأحادية الرأي.. وهم يمارسون ذلك في أبشع صوره.
** الدولة اليوم.. تشجع ثقافة الحوار.. وهناك مركز ضخم.. مركز عالمي عملاق.. يرعاه سمو ولي العهد حفظه الله.. اسمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني.. طاف ثلاث محطات كبار (الرياض.. مكة المكرمة.. المدينة المنورة) وهو اليوم يحضِّر للقاء الرابع.. وكله من أجل الحوار.. فكيف يأتي شخص ويرفض الحوار ويدَّعي أنه مثقف.. أو متحضر.. أو ينشد الحقيقة؟
** كتب أحدهم يقول.. لقد قضينا على هؤلاء الإرهابيين ولم نقض على فكرهم.. وهذا كلام قد يكون صحيحاً.. لكنه تحدث عن أن فكرهم هو الإسلام.. وهذه شهادة زور.. ففكرهم ليس اسلامياً أبداً.. ولا يمت للإسلام بصلة.. ولا علاقة له بالدين من قريب أو بعيد.. وهذا ما أوضحه كل علماء البلاد ودعاتها وقضاتها وخطبائها.. ولكن صاحبنا يبدو أن له (قضية خاصة).
** لقد دعمت حكومتنا الرشيدة بكل قوة جميع المعاهد والكليات الشرعية.. ودعمت جماعات تحفيظ القرآن كلها.. وساندتها مادياً ومعنوياً.. وعندما شيد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله.. أكبر مجمع طباعي في العالم.. جعله للقرآن الكريم.. فأنتج هذا المجمع مئات الملايين من النسخ.. وأنتج أبحاثاً ودراسات حول القرآن وعلومه.. وحول السنة وعلومها.. وكان مركز اشعاع عظيم.. جعله الله في موازين حسناته.. انه سميع مجيب.
** في حلقات تحفيظ القرآن الكريم لدينا في الرياض.. عندما يتخرج كوكبة من الحفظة.. يحرص سمو أمير منطقة الرياض.. الأمير سلمان بن عبد العزيز أن يكون بينهم.. مشجعاً.. وداعماً.. ومساهماً.. وحاضراً.. ومتحدثاً.. ومحاوراً.. وداعياً لهم.
** يحرص أن يكون هناك من أول الحفل إلى آخره.. وأن يكون قريباً من الحفظة.. ذلك أنه يدرك معنى أن يكون هناك.. ومعنى أن يكسب الوطن عشرات الحفظة.
** ومثل ذلك.. دعم ولاة الأمر.. للمعاهد والكليات الشرعية وجماعات التحفيظ.
** فهل نأتي بعد ذلك ونقول.. إن فيها ما فيها.. وإن خريجيها إرهابيون ومتطرفون ومفجرون؟
** لا أدري.. لماذا هؤلاء (يدورون ويحورون) على هذه المحاضن الطيبة المباركة؟
** ولماذا.. هم غاضبون من كل متحدث أو مدافع عنها؟
** ان أبرز شيء لفت نظري.. أن هؤلاء المهاجمين.. هم أسماء معروفة مكرورة.
** هي التي تكتب.. وهي التي تهاجم.. وهي التي تتحدث وتشكك فقط.. وليس غيرهم.
** انها مثل قضية المرأة.. هناك أسماء نسائية.. ثلاث أو خمس نساء.. هُنَّ المتحدثات.. وُهنَّ اللاتي يكتبن.. وُهنَّ اللاتي استغلن الصحافة في الحديث عن قضية لا أساس لها. أسميها.. قضية المرأة.. بينما المرأة.. ليس لها قضية.. وليس لها مشكلة.. والأمور في إطارها الطبيعي.. ولكن اولئك البعض لهن رأي آخر.
** ومثلها أيضاً.. قضية تبديل المناهج.. فالأسماء التي تهاجم هي الأسماء.. والمطالبون بالتغيير.. هم نفس المهاجمون.. والقضية.. أنه لا يوجد قضية.. فمناهجنا قمة في الاعتدال والوسطية.. وصاغها خبراء.. ولكن هؤلاء لهم رأي آخر.
** فالمطلوب لدى هؤلاء.. هو أن نغلق جميع المعاهد الشرعية.. ومعاهد ومدارس التحفيظ والكليات الشرعية.. وأن نبدِّل كل مناهجنا.. ونستورد بديلاً لها.. من الغرب أو الشرق.. وأن تُفلت المرأة من أجل عشرة أو عشرين شخصاً لم يعجبهم الوضع.. وننسف رغبة عشرين مليونا.. بل مليار ونصف المليار مسلم.. يتقون الله ويخافونه.. و{يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}.
** إن دولتنا الرشيدة.. هي دولة علم.. ودولة شريعة.. وهي التي أسَّست هذه المحاضن ودعمتها.. وهي التي تقدر وتكرم العلماء والدعاة.. وهي التي تقف وراء كل هذه المحاضن المباركة.. ذلك أنها.. دولة مسلمة.. تدرك أهمية أن يكون المجتمع مجتمعا مسلماً.. ومع ذلك كله.. نقول لهؤلاء.. هداكم الله.. فالمسألة كلها مرض بسيط يستحكم.. ويجعلك تعرض حاجتك إلى الدين.. وحاجتك إلى التوبة والعودة إلى الله.
** إنني هنا.. لا أدافع عن هذه المحاضن.. فلها من يدافع عنها.. ولكنها وجهة نظر وأيضاً.. للحقيقة.. كمعايش لها.. والله المستعان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved