Monday 16th August,200411645العددالأثنين 30 ,جمادى الآخر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الاقتصادية"

شئون عمالية شئون عمالية
في ظل محدودية كليات الطب جامعة الإمام هدف مأمول
عبد الله صالح محمد الحمود *

تظل الخدمات الصحية في أي بلد تقاوم نفسها على الدوام ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، وتتنوع هذه المقاومة في أوجه عدة، بدءاً من التوسع في التعليم الطبي، وانتهاءً بالاكتشافات العلمية المؤدية إلى معالجة الأمراض أو الحد من انتشارها، مروراً بتفعيل خدمات طب الأسرة أو المجتمع، وهذه العوامل الثلاثة لا يمكن أن يتحقق منها أهداف منشودة واحتياجات ملحة سواء على المدى القصير أو المتوسط فضلا عن المدى البعيد، إلا من خلال إعداد جاهزية كبرى نحو التوسع في بناء مؤسسات تعليمية متعددة تعنى بتدريس كافة مجالات العلوم الصحية المتاحة، إن بلادنا في هذه المرحلة التنموية المباركة التي نعيشها والذي يأتي من ضمنها الزيادة الملحوظة في النمو السكاني، وأمام الرغبات الشديدة من لدن أبنائه وبناته في الالتحاق في أكثر من تخصص تعليمي، إنما يعد ذلك مؤشر تقدم وازدهار لهذه البلاد، إضافة إلى الاحتياج التعليمي القائم، سواء على المستوى الاجتماعي، و استناداً إلى ما تمليه متطلبات سوق العمل في المملكة، وموضوع مقالة هذا الاسبوع هو مناشدة مجلس التعليم العالي بإنشاء كليات صحية متعددة التخصصات ضمن منظومة كليات جامعة الإمام بن سعود الإسلامية، هذه الجامعة التي بدأت من كلية كغيرها من الجامعات الأخرى إلى أن أضحت جامعة عملاقة أسهمت بجهود مضنية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وهي تحتوي على كافة الدراسات الإسلامية، وكذا مخرجات تعليمية عصرية كالحاسب الآلي واللغات والإعلام، فضلا عن ما تقوم به من خدمات مجتمعية ووطنية تمثل ذلك في إقامة المؤتمرات والندوات المحلية والدولية، وبلادنا في أشد الحاجة إلى فتح مزيد من الكليات الصحية الأخرى، فهناك دراسات أثبتت لنا أن نسبة الأطباء السعوديين في المملكة لا تتجاوز (20%) والممرضين لا تتجاوز (17%)، وتلكم نسب لا تتفق والاحتياج القائم والمتنامي لبلادنا من الخدمات الصحية، وإدخال دراسة من هذا النوع في جامعة تعد رسالتها الأساسية تقديم مخرجات إسلامية ودعوية بشكل أساسي، لن يكن مستغرباً عليها، أو يصعب إدخال مثل هذه العلوم عليها، فهناك تجارب لجامعات محلية ودولة تماثلها في الرسالة التعليمية، ومع ذلك احتضنت كليات صحية، وتخرج أعداداً لا بأس بها، فمن ذلك على المستوى المحلي ما أنشئ في جامعة أم القرى بمكة المكرمة وهي كلية الطب والعلوم التطبيقية، وكذا على المستوى الإقليمي ما هو مشاهد في جامعة الأزهر التي تحتوي على أكثر من كلية صحية، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي صرح تعليمي شامخ، وتمتلك الجامعة من إمكانيات عالية المستوى، من مبان كبيرة وأفنية رحبة، ومساحات شاسعة من الأراضي الفضاء ما يجعلها قادرة على احتواء أكثر من كلية جديدة داخلها. إن هذه المطالب تأتي في ظل محدودية أعداد الكليات الصحية في البلاد، وكذا في ظل محدودية القبول فيها، بسبب ضعف إمكانيات الأقسام الطبية في كل كلية قائمة، وكذا محدودية مساحات المباني المهنية لكل كلية صحية قائمة، إنها مطالب وأماني، كلنا يحدونا الأمل، بعد الله في القيادة الحكيمة لمجلس التعليم العالي لتحقيق هذه الأمنيات لأبناء وبنات وطن غالٍ وكريم.

*الباحث في شؤون الموارد البشرية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved