* بغداد - الوكالات:
انطلقت أعمال المؤتمر الوطني العراقي في غياب هيئة علماء المسلمين، المرجعية العليا للسنّة، والتيار الصدري، الذي يمثل أحد أبرز التنظيمات الشيعية، فضلاً عن عدد من التيارات القومية العربية والعلمانية العراقية.
وافتتح المؤتمر الرئيس العراقي غازي عجيل الياور بكلمة دعا فيها العراقيين إلى التضامن لتجاوز الأوضاع القائمة، فضلاً عن دعوته (الدول المجاورة الشقيقة) إلى مساعدة بلاده.
وقال أشرف القاضي جهنجير ممثل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان: إن (الوضع في العراق ينبغي التعاطي معه من جوانب أخرى غير النواحي الأمنية).
وأشاد بالحضارة العراقية، وبما قدمته للإنسانية.
وبعد ذلك علقت الجلسة على أن تعاود نقاشاتها عند الثانية عشرة ظهرا بتوقيت بغداد وأن المؤتمر بدأ أعماله في ظل تدهور أمنى خطير في مدينة النجف بعد انهيار المفاوضات بين الحكومة وبين الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر.
ويبحث المؤتمر على مدى ثلاثة أيام أربع أوراق عمل تتعلق بالأوضاع السياسية والأمنية وإعادة البناء والإعمار وحقوق الإنسان في العراق.
وقد فرضت على الصحفيين المكلفين بتغطية أعمال المؤتمر إجراءات أمنية مشددة منها وجوب حضورهم إلى قصر المؤتمرات في الساعة السادسة والنصف صباحاً أي قبل انعقاد المؤتمر بنحو خمس ساعات واخضاعهم مع معداتهم إلى فحص دقيق استخدمت فيه كلاب بوليسية مدربة.
وحضر الجلسة الافتتاحية للمؤتمر رؤساء عدد من البعثات الدبلوماسية المعتمدين في بغداد.
واللافت أن عدد المشاركين في المؤتمر كان كبيراً بخلاف التوقعات التي رجحت تخلف الكثير من أعضاء المؤتمر بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة.
وعبر عدد من أعضاء المؤتمر في تصريحات صحفية عن تفاؤلهم بالمؤتمر الذي وصفه بعضهم بأنه أول مؤتمر تمثيلي، فيما وصفه البعض الآخر بأنه خطوة أولى باتجاه الممارسة الديمقراطية المتمثلة بالانتخابات العامة مطلع العام المقبل لاختيار ممثلي الشعب وسيكون على المؤتمر اختيار 81 عضواً من بين أعضائه يضاف إليهم 19 من أعضاء مجلس الحكم المنحل ليصبح العدد مائة عضو يمثلون الجمعية التشريعية المؤقتة التي ستتولى مهمة مراقبة أداء الحكومة والتعاون معها في تنظيم انتخابات عامة في البلاد في كانون الثاني نوفمبر العام المقبل.
وقد منعت الشرطة العراقية أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي من المشاركة في أعمال المؤتمر الوطني وصرح السيد ميثال الألوسي الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الوطني بأن هذا الإجراء يأتي في اطار تعليمات أصدرتها وزارة الداخلية العراقية بمنع الدكتور الجلبي من دخول أي مؤسسة حكومية عراقية ومنها قصر المؤتمرات وأكد الألوسي أن حزب المؤتمر الوطني سيعمل على إنجاح المؤتمر الوطني الموسع رغم الصعوبات التي واجهها.
ومن المعروف أن الجلبي كان ممن المقرر بحكم نص قانون إدارة الدولة لكونه عضواً بمجلس الحكم المنحل أن يكون عضواً في المؤتمر الوطني (البرلمان) خلال الفترة الانتقالية التي تنتهي في 31 يناير القادم وكان قد صدر بحق الجلبي مذكرة اعتقال بتهمة تزوير أوراق نقد عراقية.
|