في مثل هذا اليوم من عام 1914، تم افتتاح قناة بنما للملاحة البحرية.
وقناة بنما هي طريق مختصر بين المحيطين الأطلنطي والهادي.
وفي عام 1513، اجتذب اكتشاف فاسكو نونيز دي بالبو لبنما الواقعة على شاطئ المحيط الهادي التجار وبناة الإمبراطوريات الحالمين بطريق يسمح للسفن بالإبحار في اتجاه الغرب من المحيط الأطلنطي إلى المحيط الهادي دون الحاجة إلى تكبد مشقة الرحلة التي يبلغ طولها 20.000 كيلومتر حول رأس أمريكا الجنوبية.
وخلال القرنين التاليين، شجع أشخاص بعيدو النظر مثل بنيامين فرانكلين والفيلسوف الألماني جوته فكرة حفر قناة.
وعقب أن نالت أمريكا اللاتينية استقلالها عن إسبانيا في عشرينيات القرن التاسع عشر، كلف الثائر سيمون بوليفار مجموعة من المهندسين بوضع مخطط لشق القناة. وكان الفرنسيون أول من حاول فعلياً شق القناة.
ففي ثمانينيات القرن التاسع عشر وضع المقاول والدبلوماسي السابق فيردناند دي ليسبس تصوراً أسماه الخندق الكبير كقناة في مستوى البحر خالية من أي هويس، شبيهة بالقناة التي شقها في السويس، لكن عقب عشرين عاماً قام الفرنسيون، نتيجة لحدوث انهيارات أرضية لا حصر لها وانتشار مرض الطاعون، بتحويل المشروع إلى حكومة الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة تيودور روزفلت.
وتمكن الأمريكيون بمعاونة عمال من بلدان مختلفة من التغلب على عقبات الأمراض والغابات والجبال، وأنجزوا واحداً من الانتصارات الهندسية العظيمة.
وخلال السبعة أعوام التي استغرقها المشروع، تمكنوا من حفر نحو 165 مليون متر مكعب، وقاموا بتصميم وبناء بعض من أضخم الأجهزة وأكثرها تعقيداً والتي ابتكرت خصيصاً لتشغيل القناة.
وفي عام 1914، افتتحت القناة رسمياً أمام حركة السفن.
ويعتبر إنشاء هذه القناة أحد أعظم المنجزات الهندسية في العالم بلا منازع، وقد كان وجودها، وبالتالي نجاحها، في السلم والحرب على السواء، سبباً في حصول كل الذين أسهموا في تصميمها، والتخطيط لإنشائها، وقاموا بمهام إدارتها في مختلف النواحي، وبخاصة الإدارية المدنية والصحية، على أعلى مراتب التكريم.
ويبلغ طول هذه القناة التي تصل المحيط الأطلسي بالمحيط الهادي 82 كم (52 ميلاً).
|