في مثل هذا اليوم من عام 1990 أعلن الرئيس العراقي صدام حسين قبوله معاهدة 1975 التي تقضي بتقسيم شط العرب طولياً بين العراق وإيران بالتساوي. وقد تدهورت العلاقات بين العراق وإيران إثر قيام الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979. وكان الهجوم العراقي على الأراضي الإيرانية بداية لحرب دامت ثماني سنوات. ففي سبتمبر 1980 رد العراق على سلسلة من المناوشات مع إيران بتصعيد استحال إلى غزو بري واسع النطاق لمحافظة خوزستان الحدودية الإيرانية الغنية بالنفط. وفي نهاية الشهر ذاته مزقت بغداد اتفاق الجزائر الذي وقعه صدام حسين، نائب الرئيس العراقي آنذاك، مع شاه إيران عام 1975. واستعاد العراق نصف شط العرب الذي تنازل عنه لإيران بموجب ذلك الاتفاق. وما أن بدأت الحرب حتى شرعت قوات البلدين بحملة قصف متبادل.
وفي 18 يوليو عام 1988 وافقت إيران على هدنة اقترحتها الأمم المتحدة في مواجهة الهجمات العراقية المستمرة والمدعومة من الغرب. وبدأ سريان وقف إطلاق النيران في 20 أغسطس عقب شهر من الموافقة الإيرانية، وأرسلت الأمم المتحدة قوات دولية لحفظ السلام.
وبنهاية الحرب لم تتغير حدود البلدين تغييرا كبيرا، لكن كلا من العراق وإيران شعرتا بثقل التكاليف البشرية والاقتصادية الهائلة لثمانية أعوام من الحرب. وحصدت الحرب أرواح نحو 400 ألف شخص من الجانبين كما خلفت نحو 750 ألف مصاب.
وتقدر قيمة الخسائر الاقتصادية وخسائر عائدات النفط لكل من البلدين بأكثر من 400 مليار دولار، إلا انه بعد ثلاثة أعوام من انتهاء الحرب وفي عام 1990 وبعد شهر واحد من الغزو العراقي للكويت وافق العراق على الالتزام باتفاقية عام 1975 التي وقعها مع إيران.
|