يعتبر الشاعر الكبير رشيد الزلامي أحد رموز الشعر الشعبي وأحد أركانه له باعه الطويل وخبرته العريقة وهو من فحول الشعراء المشهورين..
شاعر يجيد الغوص في جميع بحور الشعر..
ويمتلك موهبة فريدة في سبك العبارة والجزالة واختصار المعنى والمسافة.. يتفنن بالوصف.. هوايته عسف القوافي.. تنقاد له الكلمات ويمتلك سحر البيان.
وقد جمع هذا الشاعر أكثر من موهبة فكونه شاعراً لا يشق له غبار.. يعتبر أحد أضلاع فن المحاورة ومن عمالقة شعراء الرد أمثال (صياف الحربي، مستور العصيمي، فيصل الرياحي، حبيب العازمي وغيرهم، ولا يختلف اثنان على جمال وروعة قصائده التي طرق بها كل مجالات الشعر من الوطنيات- الحكمة - الغزل- المساجلات- الرثاء إلى غير ذلك من القصائد الطريفة التي تعبر عن موقف أو تصف تجربة.
البيت القضية
ما جعلني أكتب هذا المقال هو استفسار من الشاعر سعد هذيل الفريدي حول بيت جميل يستحق الحفظ والبحث عن بقية القصيدة ومعرفة شاعرها.. وهو:
|
يسبّك اللي عاجز عن دروبك
لا فاعل مثلك ولا هو مجنبك |
وقد رد على استفساره الشاعر زهران عون الله المطيري في العدد 11618 يوم الثلاثاء 3 جمادى الآخرة علماً بأن الأخ زهران المطيري له الكثير من المشاركات الجميلة والهادفة في مجال الشعر الشعبي.
وقد أورد القصيدة حيث لم تتجاوز الثمانية أبيات، كما أن البيت المشار إليه بالاستفسار لم يعرف موضعه من القصيدة؟! وفي..
تعقيب آخر في نفس صفحة مدارات وبعد أقل من أسبوع ورد تعقيب من الأخ سعود سالم الحافي من ساجر وأكد ما قاله المطيري ولكن الغريب في الأمر أن عدد أبيات القصيدة أصبحت أحد عشر بياتاً؟! بالإضافة إلى اختلاف ترتيب الأبيات في كل منهما وهناك أبيات أوردها الأخ زهران المطيري ولم يوردها الأخ سعود الحافي ولعل أشهرها
|
إن حصّلوا مقصودهم ربعوا بك
وسووا لك الخط الزلق لين يقلبك |
السؤال الذي يطرح نفسه لاشك أن جهود الإخوان تشكر حول الاهتمام والمشاركة، في الإجابة على الاستفسار.. إلا أن المشكلة هي عدم وجود المرجع أو الجهة التي يوخذ منها صدق الخبر.. وإذا كان هذا الحال مع شاعر كبير وهو حي يرزق (أطال الله في عمره) فما هي حال الكثير من القصائد غير الموثقة.. والأبيات الشاردة التي يتناقلها الناس عبر المجالس ومن خلال الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية..
لقد اختلط الحابل بالنابل وانتشرت السرقة للكثير من القصائد الموثقة والموجودة في مراجع معروفة سواء كانت ديواناً للشاعر ومؤلفات تحتوي على تلك القصائد وتبقى الإجابة لدى المسؤولين والجهات الإعلامية التي تهتم وتشرف على هذا المجال..
وأعتقد أن الكرة في مرماهم.
من أبيات الحكمة لشاعرنا الكبير رشيد الزلامي
|
يدلك على الرجّال هرجه ليا هرج
ويدلك على نيّات قلبه حركاته |
مع خالص الشكر والتقدير
| 
"مدارات شعبية"