Sunday 15th August,200411644العددالأحد 29 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

من القلب من القلب
أم الأولمبياد
صالح رضا

ترتبط الأمة الإغريقية بالألعاب الأولمبية ارتباطا قويا.. فهي منبعها وهي مهدها ومنها انطلقت إلى العالم منذ تاريخ ما قبل الميلاد وتحديدا عام 776 قبل الميلاد في أول ظهور لها ولتستمر اثني عشر قرنا ونظمت 286 حتى عام 393 بعد الميلاد.. ثم عادت الألعاب الأولمبية إلى اليونان عام 1896 عندما نظمت أثينا الدورة الأولمبية الأولى في التاريخ الحديث لتثبت للتاريخ الحق الإغريقي في أمومة الأولمبياد.
ثم أخذت الألعاب الأولمبية تتخذ منحى خاصا كان الهدف منها ان تكون هدنة للحروب المستمرة بين المدن الإغريقية عبر التاريخ وعندما كانت فكرة اطلاق الألعاب الأولمبية يراد لها أن تحيا من جديد في التاريخ الحديث كان علماء الآثار الفرنسيون والألمان ينقبون في أولمبيا حيث عثروا على مدينة رياضية كاملة واستاد أولمبي كانت تقام عليه الاحتفالات والمسابقات.
هذا وقد أقيمت دورة أثينا في التاريخ الحديث عام 1896 وافتتحها الملك جورج الأول وذلك في استاد رائع من المرمر الخالص.. تبرع ببنائه في مدة قياسية تقدر بـ18 شهرا ثري يوناني يدعى (جورج افيروف) وكان هذا الاستاد يتسع لـ70 ألف متفرج. وشارك في الدورة آنذاك 295 لاعبا - بينما الدورة الحالية يربو عدد الرياضيين المشاركين فيها على 11 ألف رياضي ورياضية - جاءوا من 13 دولة و3 قارات تنافسوا في 10 ألعاب و44 مسابقة. وكان غالبية المشاركين من اليونانيين، والألعاب التي تنافسوا فيها هي التنس، والمضمار والميدان، والمبارزة، ورفع الأثقال، وسباق الدراجات، والمصارعة، والرماية، والسباحة، والجمباز وألغيت مسابقات الكريكت وكرة القدم لقلة الفرق المشاركة آنذاك.. بينما ألغي التجديف والإبحار لسوء الطقس. وحصل أصحاب المركز الأول على ميدالية فضية وشهادة تقدير وتاج من أغصان الزيتون، أما من جاءوا في المركز الثاني فحصلوا على ميدالية برونزية وتاج من الغار بينما عاد أصحاب المركز الثالث إلى بلادهم خاليي الوفاض وكان أول فائز في الألعاب الأولمبية هو الأمريكي جيمس برندان كونولي في سباق الوثب وبسبب حماس اليونانيين حققت الدورة نجاحاً وصف بأنه عظيم.. وسيطر الأمريكيون على مسابقات ألعاب القوى (9ألقاب من 12).. غير ان الذهبية الأغلى وهي في سباق الماراثون كانت من نصيب الراعي اليوناني سبيريدون لويس فنجحت الدورة جماهيريا. وقد دعي السائح الايرلندي جون بولاند إلى الاشتراك في مسابقة التنس ففاز بالذهبية.. وجمعت الولايات المتحدة 11 ذهبية مقابل 10 لليونان و7 لألمانيا و5 لفرنسا و 3 لبريطانيا.
وكان حفل افتتاح أولمبياد أثينا الذي استمر ثلاث ساعات منظما رغم اشتراك آلاف اللاعبين وعشرات الآلاف من الحضور وقد سعدنا برؤية أعضاء الوفود الرياضية من كل أنحاء العالم يربط بينهم شرف التنافس والأخلاق القويمة وقد أحسنت القدرات اليونانية في تذليل كل الصعاب لبدء الدورة في موعدها رغم ان هذه الدورة كلفت اليونانيين الكثير.. فقد أرهقت اليونان ماديا من انشاء مطار أثينا الدولي الجديد وافتتحت الاوتسترادات وإقامة الملاعب الضخمة والتي استنفذت مليارات من العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) ومع ذلك لم يكن كل ذلك كافيا حتى تضاف اعتمادات مالية إضافية من أجل الأمن.
وواجهت اليونان حملة إعلامية كبيرة تشكك في فعالية خططها الأمنية رغم استعدادها لنشر أكثر من 40 ألفا من رجال الأمن المدربين في أنحاء أثينا وليرتفع العدد إلى 70 ألف رجل أمن قبيل بدء الدورة.. غير حماية الجيش وقوات حلف الأطلسي وذلك لحماية اليونان برا وبحرا وجوا.
هذا ونحن العرب نملأ الدنيا جعجعة ونملؤها طحنا وطحينا.. ولكن انجازاتنا في مثل هذه المحافل الرياضية الراقية ضئيلة جدا ولا تكاد تذكر.. خاصة ونحن أمة يتجاوز تعداد سكانها 200 مليون نسمة.. ولم نحصل إلا على 65 ميدالية متنوعة بين ذهبية وفضية وبرونزية خلال دورة سيدني وهو أكبر رقم سجلناه في تاريخنا الأولمبي.. وعلمنا سلامتكم.
شلة الدكة!!!
في الأندية الجماهيرية تتفاوت وتتباين جماهيرها من حيث فئات المشجعين من مختلف المشارب والطبقات.. وفي فترة ليست بالبعيدة زرت النادي الأهلي بجدة.. فوجدت جماهير (الدكة) كما هم من أكثر من عشرين سنة.. بالتأكيد زاد عددهم أكثر من السابق ولكن معظم الوجوه ما تزال موجودة.. وهؤلاء الجماهير عادة ما يجلسون بالقرب من الباب الرئيسي .. يحصون من يدخل ومن يخرج، قبل المباريات وبعدها ترتفع أصواتهم بالمناقشات الحادة أحياناً، تذهب إدارات وتأتي أخرى وهم كما هم لا يتغيرون. يعتزل لاعبون ويأتي غيرهم وهم كما هم لا يتغيرون.. وكل شيء يتغير في النادي عدا (شلة الدكة).
وشلة الدكة هذه لها نفوذ خفي يمارس على الإدارات والمدربين واللاعبين على مدى التاريخ ويعلو صوتها أو يخبو حسب حزم الإدارة أو حسب الشخص المقصود.. وكأني بهم قد أخذوا (صكا) بملكية النادي.. ورغم ان (الشلة) في الأهلي أكثر حضارية في تعاملها من الأندية الأخرى في مكة المكرمة وجدة.. إلا ان تأثيرهم يمتد حينا إلى تفكيك بعض المجالس كما فعلوا بمجلس جماهير جدة بعد ان وضعوه في رؤوسهم إلى أن قدم رئيس المجلس استقالته ومن ثم تفكك مجلس جماهير الأهلي في جدة بينما مجالس الجماهير في المدن والمناطق الأخرى أصبحت تقدم خدمات رائعة بالفعل للنادي.. ورغم ان مجلس جدة كان يرأسه الأهلاوي المخلص والمثقف عيد البلوي.. إلا أن أعضاء المجلس رأوا تقديم استقالاتهم بسبب جماهير الدكة.. علما بأنهم يتحلون مكانة كبيرة في نفسي وهم يعلمون ذلك.. إنما نود ان يكونوا أكثر ايجابية وكلي ثقة فيهم وفي دورهم وحبهم وغيرتهم على ناديهم.. وكما يقول عضو الشرف الراقي والرياضي الخبير والكبير سمو الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز (إن الأهلي مشاع للجميع) - وليس أملاكاً خاصة - وهذه الأخيرة من عندي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved