إلى وقت ليس بعيداً.. كان السؤال عن الخاطب.. سؤالاً فيه تعمق وبُعد ونصح ودقة وتحرٍ ومتابعة في كل مكان لدى أقاربه كلهم.. وفي الحي وفي العمل ولدى جماعة المسجد ولدى الخباز والبقال والجزار وكيف كان تعامله.. وكل شيء عنه. وقد يستغرق الوقت سنة أو أكثر.
** واليوم.. يخطب في الصباح ويوافق عليه في المساء.. أو ربما قبيل الظهر.
** يقولون: لا تدقق.. ولو دققت لبارت بناتك.. ولو تحريت وسألت فستجعل بناتك عوانس.. ولأنه ليس هناك إنسان كامل.. فاقبل بالعيب.. حتى لو كان هذا العيب كبيراً..
** بالأمس.. كان أبسط عيب أو علة.. يجعلهم يرفضون.. أو ربما واجهوه بالعيب وطالبوه بالتخلي عنه وتركه علانية..
** واليوم.. كل شيء مقبول.. بل لا يريدون أن يسألوا عنه.. حتى لا يفاجأوا بعيوب كبيرة.. والمسألة كلها.. زوِّجها واسترح منها.
** المطلوب اليوم - مع الأسف - هو مجرد زوج فقط.. وما عدا ذلك.. لا يهم.. والشباب اليوم.. كلهم عيوب.. ولا ينبغي التدقيق والمتابعة والسؤال.. بل إن بعض الخطاب.. يغضب لو سألت عنه.. وربما تراجع وقال (هوَّنت).. كيف تحرجني وتسأل عني أقاربي أو زملائي أو معارفي؟
** تقول احصائيات وزارة العدل.. إن نسب الطلاق في تصاعد..
** وتقول احصائيات تنشرها الصحف.. إن النسب أحياناً.. تتجاوز الـ(50%)، بمعنى.. تطليق خمس من كل عشر يتزوجن.. هذا غير من تطلق بشكل غير رسمي.. بمعنى.. أنه (نِطَلْها) على أهلها ولم يذهب لمحكمة الضمان والأنكحة.. ولم يطلق بصك.. أو ربما رفض أن يذهب هناك.. وما أكثرهم.. يجعلها معلقة وأمورها معلقة.. بل ربما سافر بعيداً وتحشموا عناء ملاحقته حتى يطلق بعد شق الأنفس..
** اليوم.. يزوجون شخصاً لا يعرفونه.. ولا يدرون عنه أي شيء.. حتى إذا زوّجوه وسألوا شقيقه أو ربما أمه أو أبوه قالوا.. هذا لا يصلح لشيء.. ولا يؤتمن على شيء.. ونحن حذرنا منه.. وهذا فيه عيوب الدنيا كلها.. ومع ذلك.. فقد زوجوه دون أن يسألوا حتى أهله عنه..
** تسأل اليوم بعض الآباء وهو يدعوك لزفاف ابنته.. تسأله عن العريس فيقول (والله ما أعرفه.. ولا سألت عنه.. لكن وجهه سمح.. وإن شاء الله إنه مناسب).
** اليوم.. تسأل جارك أو قريبك أو زميلك.. هل خطبت ابنتك فلانة ويقول لك.. أبداً.. وبعد يومين.. يدعوك لزفافها..
** لقد اكتشفوا شباباً مدمني مخدرات.. وآخرين مرضى بأمراض خطيرة ومعدية.. وبعضهم مجنون أو يعاني من مشاكل نفسية حادة.. وبعضهم يصاب بنوبات عصبية حادة ويضرب ويفتك بكل من هو أمامه..
** وبعضهم.. مدمن مسكرات.. وبعضهم مدمن (دشرات وسفرات) وبعضهم لا يعرف أين المسجد على الإطلاق.. وبعضهم.. عاق لوالديه.. ولم يسلِّم على أمه أو على أبيه منذ عدة سنوات، وهكذا.. ومع ذلك.. يزوجونه ويحتفى به.. وبعد أسبوع فقط.. يبان (الشَّقْ والبعج).
** لقد اتضح أن بعضهم.. قد تزوج مرتين أو ثلاث ثم طلَّق.. وبعضهم له مجموعة أولاد.. وله قضية في المحكمة مع زوجته الأولى.. وبعضهم.. غادر السجن قبل أسبوع من خطبته وقال أهله: زوجوه.. لعله يركد ويعقل وتركده بنت الناس..!
** كما اتضح.. أن بعضهم.. مطلوب في قضايا.. واسمه معمم عنه..
** وبعضهم.. تزوج ليعاقب ابنة عمه أو خاله أو خالته أو قريبته التي رفضته.. حتى إذا توقع أنه عاقبها.. طلَّق بنت الناس وهكذا.
** وهناك حكايا وقضايا أخرى تشبه ما أشرنا إليه ولكنها تصب في خانة عدم السؤال عن الخاطب.. سؤال دقيق يبرئ الذمة.. على أن هناك مشاكل وقضايا.. ولكن تتعلق بالمخطوبة والزوجة.. لكن نتركها لحلقة لاحقة إن شاء الله.
|