* الرياض - روضة الجيزاني:
تمثل الأسرة الركيزة الأساسية في تكوين المبادئ الأولية لشخصية الفرد، فعبرها يتعلم كيفية التعامل مع المجتمع والطرق المثلى في توطين علاقته مع الجميع، ولذلك يتعاظم واجب الأسرة في تنشئة الفرد التنشئة الاجتماعية التي تؤهله للقيام بواجباته تجاه نفسه وتجاه غيره بشكل يجعله فاعلاً في المجتمع وذلك عبر نظام متوازن ودقيق يحقق هذه المعادلة.
ولكن يبقى السؤال مهما يطفو على السطح حول الواقع الذي يحل فجأة في نمط الأسرة، فيغير واقعها المستقر إلى شقاق وتنافر يؤدي إلى ظهور حالات تعصب فكري وعدم تقبل رأي الآخرين ولاستيضاح هذا المفهوم نستعرض رأي الدكتورة طريفة الشويعر مديرة إدارة الإشراف التربوي حيث تفضلت قائلة:
- هذا الأمر يتطلب اتحاد كل من الذكر والأنثى ليشكلا نواة المجتمع (الأسرة) ولتحقيق الغاية التي من أجلها خلق الله الإنسان ليكون خليفته في الأرض فما هي أسباب تغير هذا الواقع.
- أولاً نود أن نشير إلى أنه تم إجراء دراسة ميدانية مختصرة لتتبع واقع التفكك الأسري من خلال آراء أفراد عينة عشوائية من المشرفات الاجتماعيات بمراحل التعليم العام بمحافظة جدة إضافة إلى مشرفات التربية الاجتماعية، وقد صمم لهذا الغرض استمارة لحصر عوامل التفكك الأسري، ويمكن تلخيص أبرز النتائج في الآتي:
- لقد أثبتت النتائج أن العوامل يرجع بعضها للزوج، وبعضها للزوجة، ويمكن حصر تلك العوامل في نقاط سريعة: الجهل بأسس بناء الحياة الأسرية وعدم الوعي المسبق بالحقوق والواجبات الأسرية، كذلك الاختلاف والتباين في أساليب تربية الأبناء وتمسك كل من الزوجين برأيه في اتخاذ الأسلوب الأمثل مما ينعكس سلباً على فكر الأبناء بسبب تعارض وجهات النظر.
- وعن الحلول المطروحة تجاه هذه القضية تضيف الشويعر: إن المسؤولية في رعاية وضع الأسرة في المجتمع تحتاج إلى تكاتف الجهود، كما تحتاج إلى تبني منهج تربوي واضح وملموس تنفذ آليته من قبل الأسرة والمدرسة الأسرة من خلال تلمس مشكلاتها واحتياجاتها، والعمل على تعزيز برامج التوعية فيها عبر الوسائل المختلفة للإعلام والبرامج الهادفة التي تتبناها المؤسسات الاجتماعية المختلفة.
المدرسة من خلال التركيز على برامج التوعية الأسرية، والتعرف على الحاجات النفسية للأفراد وسبل اتباعها، وتلمس المشكلات الأسرية التي يعاني منها التلاميذ للتغلب عليها بالتعاون مع أولياء الأمور.
إن رعاية شأن الأسرة وأمنها هو في الأساس رعاية لشأن وأمن المجتمع وبقدر ما تشيع في الأسرة القيم والاتجاهات الصالحة، بقدر ما يتحقق الاستقرار والصلاح للمجتمع ليحقق مسيرته نحو الأفضل.
وإذا ما كنت هناك نظرة جادة وواعية لتلافي كل أسباب وعوامل التفكك والانهيار الأسري، فإن الحاجة لا تستدعي فقط مواجهة الأسباب الظاهرة والمباشرة، بل إن الأمر يتعدى هذا بكثير فنحن بالفعل بحاجة ماسة لزيادة الوعي الأسري لتلمس الاحتياجات الفعلية لأفراد الأسرة من نفسية وعقلية واجتماعية مع التأكيد على ضرورة اتباع الحاجات النفسية والعقلية للأبناء في أسرهم.
|