لا أدري لِمَ يتبادر إلى ذهني بعد كل عملية إرهابية جرت لدينا المثل الصيني القائل نصه: (من الصعب أن نقبض على قطة سوداء في غرفة مظلمة ولا سيما إذا لم يكن هناك قطة في الغرفة!)؟ وبالطبع فمصدر عجبي هنا ما هنالك من قواسم مشتركة بين ملابسات الإرهاب ومضامين هذا المثل: فالقطة السوداء تعكس الأفكار السوداء والسوداوية لزبانية الإرهاب، وكما أن الإرهاب لا يعشعش إلا في ظلام الدور الخربة السفلية والمنعزلة فلدينا في المثل المذكور غرفة مظلمة كذلك. أما (أفضل!) قاسم مشترك بين الإرهاب وهذا المثل فيقع في ثنايا مضمون العبارة الأخيرة واسمحوا لي قبل التطرق لهذه السمة المشتركة أن أمهد لذلك حيث إن هناك قطة سوداء يجري البحث عنها مما يعني أن هناك جهوداً طائلة يتم بذلها من دون طائل، بل إن هناك ظلاماً دامساً يعيق عملية البحث مما يجعل هذه الجهود المبذولة تذهب هدراً وسدى وأخيراً يتضح أنه ليس هناك قطة أصلاً لا سوداء ولا بيضاء مما يؤكد انعدام الأهداف وبعثرة الجهود وعمى البصر والبصيرة والتخبط وضياع الوجهة وارتباك التوجه، وهذا بالضبط ما يتسم به واقع الإرهاب لدينا بظلمه وظلاميته وتخبطه وارتطامه بأسوار الحقيقة الناصعة والوطنية المتلاحمة قيادة وشعباً.
ختاماً دعوني - على غرار المثل المذكور - أشتق بعضاً من المضامين التي تنطبق وتسري على موجة الإرهاب العابث لأقول: من الصعب بل من المحال أن تحقق هدفاً ظالماً وظلامياً وأنت تقبع في غرفة سفلية مظلمة لا سيما حين لا يكون لديك هدف في الأساس.
|